وفوض إليه تدريس الفريقين الشافعية والحنفية، وبقى بها مدة يدرس، وآثر الحرمة، ثم توجه إلى حلب على عزيمة العود إلى الموصل، ثم مات بها سنة ست وتسعين وخمسمائة.
وكُلاهين من نواحى زنجان- تفقه ببغداد في نظاميتها على أسعد الميهنى، وسمع الحديث من زاهر بن طاهر التيجانى وغيره، وصحب الشيخ أبا النجيب السُهرورى، وانقطع إلى العبادة واتخذ لنفسه رباطًا، وكان يعقد فيه مجلس الوعظ ويحضره الناس. روى عنه الحازمى ويره، ومولده قبل الخمسمائة، ومات سنة إحدى وثمانين وخمسمائة.
الواعظ الزاهد، تفقه على الاصطخرى، ومات سنة سبع وتسعين وثلثمائة، ذكره ابن باطيش.
الفقيه أبو الفضل النضروى. قال الحاكم: كان من الفقهاء الزهَّاد التاركين لما لا يعنيهم. درس على أبو الوليد، ثم على أبى منصور بن مهران، ولما انصرف الأستاذ أبو سهل من أصبهان فرأيته يدرس عليه كتابا الرسالة للشافعى، ودرس في مسجده سنين، وتخرج به جماعة من الفقهاء. سمع عبد اللَّه الشرقى والحسن بن منصور وأقرانهما، ومات في رجب سنة سبعين وثلثمائة.
أبو محمد الواعظ المعروف بابن الدنيارى، ولد ببغداد سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وتفقه على أبى طالب غلام ابن الخِل، وخرج عن بغداد إلى الموصل فسمع بها