ابن الشيخ الإمام أبى حاتم الأنصارى، كان إمامًا مفتيًا مناظرًا من بيت الفضل والدين، ورد خراسان، ودخل إلى بلاد ما وراء النهر، وتفقه بتلك الديار، ولد سنة ثمان وستين وأربعمائة، ومات بآمل في ذى القعدة من سنة ثمان وعشرين وخمسمائة. ووالده أبو الفتوح محمد بن حاتم تقدم، ولعل هذا هو الابن الذى ضاع له ثم وجده الشيخ أبو حاتم سبق أيضًا.
مولده بدمنهور الوحش من أعمال الديار المصرية في ذى القعدة سنة ست وستمائة، وتولى إعادة الصالحية، بالقاهرة، ومات سنة أربع وسبعين وستمائة، وهو المغتذى بالأعراض على الشيخ في المهذب والتنبيه لا حرم مات تلك الموتة الشنيعة القبيحة.
من أعيان أصحاب أبى الوليد النيسابورى والقدماء منهم، وعقد له أبو الوليد التدريس في حياته وأمر بالرجوع إلى فتواه، سمع بعده بلاد، وعنه الحاكم. قال: واعتل قبل موته بسبب من الرطوبة فعمى وصم وزال عقله، وبقى على ذلك قريبًا من ثلاث سنين ومات سنة إحدى وثمانين وثلثمائة.
قرأ الفقه على جده، ثم سافر إلى الموصل وقرأ على أبى حامد بن يونس، ثم عاد إلى بغداد وأعاد بنظاميتها، وتولى أنظارًا وأوقافًا ورأس، ولد سنة ثمان وستين وخمسمائة، ومات سنة ثلاثين وستمائة.