لكونه كان يحفظ الوجيز للغزالي، كان إمامًا بارعًا كثير الاشتغال، أعاد بالظاهرية وجامع الأقمر وناب في الحكم بالقاهرة ومصر، ولد بأشمون الرمان سنة ثلاث وأربعين وستمائة، ومات ثامن رجب سنة سبع وعشرين وسبعمائة.
شيخ الشافعية بمصر، ولد في حدود الستين والستمائة بالجيزة، وأخذ الفقه عن التزمنتى الظهير والسديد، وسمع من ابن خطيب المزَّة جزء الغطريف، وحدت بالقاهرة والإسكندرية وبرع في المذهب، وشاع اسمه وبعد صيته ويعرف في الإسكندرية بالشافعي، درس بالحافظية بها، وأخبرني الشيخ الصالح شهاب الدين القونوي بها أنها بقيت معه خمسين سنة ومات عن تدريس المشهد الحسينى بالقاهرة وعن إعادة الظاهرية، حضرت عنده فيهما، وكان فوض إليه تدريس الشامية البرانية، والقدراوية بدمشق فكره الانتقال إلى الشام فأعطاها للشيخ زين الدين بن الرحل، وأخذ المشهد الحسينى واستقر به إلى أن مات، وكان درس بالخشابية بمصر ثم عزل لإساءة تصرفه بإيجاز وقفه لبعض المتجوهين، مات شهيدًا بالطاعون في يوم عيد الأضحى سنة تسع وأربعين وسبعمائة.
الفقيه الورع صاحب "البحر المحيط في شرح الوسيط" وهو كتاب جليل جامع لأشتات المذهب، ثم لخصه في "الجواهر" وهى جليلة أيضًا، وشرح مقدمة ابن الحاحب، وشرح الأسماء الحسنى وكمل تفسير ابن الخطيب، قيل: كان لسانه لا يفتر من قول لا إله إلا اللَّه. ولى حسبة مصر وتدريس الفابرية بها والفخرية بالقاهرة ونيابة الحكم