شيخ الشافعية بالشام في زمنه، كان متصديًا لنشر العلم وإفادة الطلبة، ورعًا زاهدًا اقتصر على تدريس البادرائية، وعُرِضَ عليه قضاء الشام فامتنع وولى خطابة دمشق أياما، ثم تركها، تفقه على والده الشيخ تاج الدين السالف ذكره، وسمع الحديث من ابن عبد الدايم وأجاز له، وله على التنبيه تعليقة كبيرة حسنة وفيها طول، وتعليقة على مختصر ابن الحاجب، مات بدمشق في جمادى الأولى سنة تسع وعشرين وسبعمائة عن سبعين سنة سوى أشهر.
ذو تصانيف، إمام في القراءات مشهور، تفقه على صاحب التعجيز وكمَّل شرحه، وسمع من جماعة، ولد بجعبر سنة أربعين وستمائة، ومات سنة اثنين وثلاثين وسبعمائة.
نزيل تبريز، مات بها في رمضان سنة ست وأربعين وسبعمائة، شرح منهاج البيضاوى وقيل: إنه اجتمع بمُؤَلِفه وأخذ عنه. وشرح مختصر ابن الحاجب في التصريف، وله على الكشاف حواش مشهورة، وعلى الحاوي الصغير شرح لم يكمل، وكان إمامًا عالمًا عاملًا مواظبًا على الاشتغال والإفادة.
كان عالمًا مفتيًا أخذ العربية عن والده وأبى حيان، واشتغل وأعاد بالمنصورية، وتصدر بالجامية والأشرفية وتصدرت بعده بهما، وكان كثير الحج والمجاورة، واختصر الكفاية وصحح المهذب، وله نكت على المنهاج، ولد سنة اثنين وسبعمائة، ودفن خارج باب النصر -سقى اللَّه ثراه.