بفتح القاف إحدى بلاد الصعيد ولد بها سنة ستمائة وقيل إحدى، وتولى قضاء إسنا والتدريس بالدرسة العربية، وكانت إسنا مشحونة بالرافضة، فقام في نصر السنة وأصلح اللَّه به خلقًا وهمت الرافضة بقتله فحماه اللَّه منهم، وترك القضاء أخيرًا واستمر على العلم والعبادة، وكان فقيهًا فاضلًا متعبدًا زاهدًا خيِّرًا، مشهور الاسم، تفقه على المجد القشيرى وقرأ الأصول على الشمس الأصفهانى بقوص، وسمع من ابن الجميزى، وكان أوّلًا قيما بالمدرسة النجيبية بقوص، وكان يعلق القناديل والطلبة تقرأ عليه، وانتفع به الناس وتخرجت به الطلاب، وصنف في الرد على الرافضة كتابًا في فضائل الصحابة، وشرح الهادى في الفقه وله تفسير لم يكمله ومقدمة في النحو وتصانيف في الفرائض والجبر والمقابلة وانتهت إليه رئاسة العلم في إقليمه، مات بإسنا سنة سبع وتسعين وستمائة، ودفن بالمدرسة المجدية.
كان فقيهًا كبيرًا عارفًا بالمذهب أخذ الفقه عن الشيخ أبى الطاهر المحلى درس بالمشهد الحسينى وناب في الحكم بالمحلة، ثم بالقاهرة عدة سنين، ومات سنة ثمانين وستمائة وقد قارب الثمانين.
عالم عامل حتى أن النووى كان يرشد الشبان المشتغلين إليه لعلمه بدينه وعفته، سمع وأسمع، روى عن المزى وغيره، مات فجأة سنة إحدى وثمانين وستمائة.