وقال البيضاوي: "الآية دالة على وجوب الهجرة, ففي الحديث: "من فر بدينه من أرض إلى أرض استوجبت له الجنة, وكان رفيق أبيه إبراهيم عليه السلام ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم" (?) .انتهى كلامه.

ولو لم يكن إلا قوله صلى الله عليه وسلم "أنا بريء من مسلم أقام بين ظهراني المشركين" (?) وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة, ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها" رواه أبو داود عن معاوية رضي الله عنه (?) .

وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تنقطع الهجرة ما كان الجهاد" رواه سعيد (?) , وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو" رواه أحمد والنسائي (?) لكان في الدنيا كافياً, وبالمقصود وافياً, كيف وقد قال الله جل جلاله: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللَّهِ} (النساء: من الآية 100) .

هذا ما خطر في البال من المقالة, حتى كتبي هذه العجالة, من غير مراجعة في ذلك للأسفار, وإن كان صبح الحق فد تبلَّج بالأسفار, وأشرق بما ذكرناه من الحجة المحجة الأنوار, وانجلى عن وسيم وجهها الغبار.

خاتمة: اعلم أن سائر الأعمال كطلب العلم, والجهاد, والصلاة, والصيام, والحج والإنفاق, وغير ذلك, مثل الهجرة في هذا المعنى, فصلاحها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015