وقال علي رضي الله عنه: "ما أخذ الله تعالى على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا" (?) .

وخرج البخاري عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا, فكان منها نقية قبلت الماء, فأنبتت الكلأ والعشب الكثير, وكانت منها طائفة أجادب أمسكت الماء, فنفع الله بها الناس فشربوا, وسقوا, وزرعوا, وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ, فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه بما بعثني الله تعالى به, فعلم وعلم, ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به" (?) .

والمراد بالعلم: العلم النافع للقلوب, الموصل إلى خير المطلوب, وهو ما جاء به صلى الله عليه وسلم من الهدى الذي أعظمه التوحيد.

وقد تضمن قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} أبلغ وعيد, وأعظم زجر شديد, لمن كتم ذلك أو قصر فيما أمر به من القيام في الدعوة على العباد, وبذل الوسع في الاجتهاد, والحث على سبيل الرشاد, فمن دأب نفسه في ذلك نال الفوز والإسعاد؛ لأنه اقتفى آثار نبيه عليه الصلاة والسلام؛ وهدي أصحابه وأتباعهم الذين سلكوا منهج السداد, ومن قصر فيه فقد فرط وخالف المنهاج النبوي وباء بالسخط واللعنة والإبعاد. قال الله تعالى: {أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ} (البقرة: من الآية (159) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015