قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} (آل عمران: من الآية 102) .
قد تقدم الكلام على التقوى, وذكرنا ما فيه الكفاية.
وقد ذهب سعيد بن جبير وأبو العالية والربيع بن أنس وقتادة ومقاتل وابن حيان وزيد بن أسلم والسدي وغيرهم إلى أن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} (التغابن: من الآية 16) وعن ابن عباس: أنها لم تنسخ, ولكن {حَقَّ تُقَاتِهِ} أن يجاهدوا في سبيله حق جهاده ولا تأخذهم في الله لومة لائم, ويقومون بالقسط ولو على أنفسهم وآبائهم وأبنائهم. (?)
وفي قوله: {وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران: من الآية 102) الأمر بالمحافظة على الإسلام في حال الصحة والسلامة؛ ليموتوا على ذلك؛ لأن الكريم قد أجرى عادته بكرمه أنه من عاش على شيء مات عليه, ومن مات على شيء بعث عليه.
وفي الحديث عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو مؤمن بالله واليوم الآخر, ويأتي إلى الناس ما يجب أن يؤتى إليه" رواه الإمام أحمد (?) .
وعنه صلى الله عليه وسلم: "لو قطرت من الزقوم قطرة, لأمرت على أهل الأرض معيشتهم, فكيف بمن ليس له طعام إلا الزقوم" هكذا رواه أصحاب السنن (?) .
وقوله: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً} (آل عمران: الآية 103) أمر الله تعالى عباده المؤمنين أن يعتصموا بحبله المتين, وهو القرآن المبين الذي نزل به