الروح الأمين, وحفظه عن تحريف المبطلين, وسماه حبلا على سبيل الاستعارة المرشحة, كما هو منصوص على ذلك عند علماء البيان, ووجه ذلك انه استعار بالحبل من حيث إنّ التمسك به سبب النجاة من الردى, كما أن التمسك بالحبل القوي سبب للسلامة عن التردي, ورشح ذلك بالاعتصام لأجل الوثوق به والاعتماد عليه. (?)
وعن علي مرفوعا في صفة القرآن قال: "هو حبل الله المتين وصراطه المستقيم" (?) (?) .
وقد أخرج الإمام أحمد والترمذي والنسائي من حديث النواس بن سمعان (?) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخاة, وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعا, ولا تعرجوا, وداع يدعو من جوف الصراط, فإذا أراد أن يفتح من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه؛ فإنك إن فتحته تلجه, والصراط الإسلام, والسوران حدود الله, والأبواب المفتحة محارم الله, وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله تعالى, والداعي من فوق واعظ الله في قلب كل مسلم" (?)