نضرة بن أكثم: أنه تزوج امرأة، فلما جامعها، وجدها حبلى، فرفع شأنها إلى النبىصلى الله عليه وسلم، فقضى أن لها صداقها، وأن ما فى بطنها عبد له، وجلدت مائة، وفرق بينهما. انتهى باختصار من الاستيعاب.
ذكره الزبير بن بكار هكذا، وقال: قتل يوم اليرموك شهيدا، وكان من حلماء قريش، ومن المهاجرين. انتهى.
وذكره ابن عبد البر، وقال: يكنى أبا الحارث، وأبوه الحارث بن علقمة، يعرف بالرهين.
كان النضير من المهاجرين، وقيل بل كان من مسلمة الفتح، والأول، أكثر وأصح، وكان النضير كثيرا ما يشكر الله تعالى، على ما منّ به عليه من الإسلام، ولم يمت على ما مات عليه أخوه وأبوه وآباؤه، وأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين بمائة بعير، وأتاه رجل من بنى الدّيل، يبشره بذلك، وقال له: احذنى منها، فقال النضير: ما أريد أخذها، لأنى أحسب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يعطنى ذلك، إلا تألفا على الإسلام، وما أريد أن أرتشى على الإسلام، ثم قلت: والله ما طلبتها وما سألتها، وهى عطية من رسول اللهصلى الله عليه وسلم، فقبضتها، وأعطيت الدّيلىّ منها عشرة، ثم خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلست معه فى مجلسه، وسألته عن فرض الصلوات ومواقيتها، فو الله لقد كان أحب إلىّ من نفسى، وقلت له: يا رسول الله، أى الأعمال أحب إلى الله تعالى؟ فقال: «الجهاد، والنفقة فى سبيل الله».
قال: وهاجر النضير إلى المدينة، ولم يزل بها حتى خرج إلى الشام غازيا، وحضر اليرموك وقتل بها شهيدا، وذلك فى رجب سنة خمس عشرة، وكان يعدّ من حلماء قريش، رحمه الله.
وكان للنضير من الولد: على، ونافع، والمرتفع. ومن ولد المرتفع: محمد بن المرتفع، يروى عنه ابن جريج، وابن عيينة. انتهى من الاستيعاب بلفظه فى الغالب، وبعضه بالمعنى.
يقال له صحبة، وليس بمعروف، ذكره هكذا الذهبى فى التجريد. ومقتضى ما