قالت: ما أعرفها بعينها وقد اختلطت، ولا آخذ مالا لا أدرى من أين هو.
قال: فأغتممت، وعدت إلى أبيها، فأخبرته واعتذرت.
فقال: لا آخذها، وقد اختلطت بغير مالى، فقد عققتنى وإياها. فقلت: فما أصنع بها؟ قال: تصدق بها.
قال مالك بن دينار: رأيت بمكة امرأة من أحسن الناس عينين، فكن النساء يجئن فينظرن إليها، فأخذت فى البكاء، فقيل لها: تذهب عيناك، فقالت: إن كنت من أهل الجنة فسيبدلنى عينين أحسن من هاتين، وإن كنت من أهل النار فسيصيبها أشد من هذا.
قال: فبكت حتى ذهبت إحدى عينها. انتهى.
قال ابن أبى رواد: كانت عندنا بمكة امرأة تسبح كل يوم اثنتى عشرة ألف تسبيحة، فماتت فلما بلغت القبر اختلست من أيدى الرجال. انتهى.
ذكر هاتين الترجمتين كما ذكرنا العلامة محيى الدين عبد القادر بن محمد بن على العمرى الحجار المدنى الحنبلى فى «مختصره» لكتاب أحكام النساء وما يتعلق بهن، للإمام أبى الفرج عبد الرحمن بن على بن الجوزى، رحمه الله تعالى. انتهى (?).
* * *