سمع منه شيخنا، ابن سكر وغيره، وكان سافر إلى بلاد الهند، ثم عاد منه، وانقطع بتربة من بلاد الحجاز بضع عشرة سنة، ثم عاد إلى مكة وأقام بها. ثم توجه إلى المدينة زائرا، فأدركه الأجل بها، فى أحد الجماديين سنة سبع وثمانين وسبعمائة ودفن بالبقيع، بقرب قبر إبراهيم بن النبى صلى الله عليه وسلم، وله اشتغال كثير ومعرفة بالرمل، وهو خال الوالد.
ذكره السبكى فى طبقاته، وقال: قال المطرى ـ يعنى العفيف ـ: تفقه وكتب الكثير بخطه: وكان رجلا صالحا، وقف كتبه بمكة، ومولده فى عشر رمضان سنة تسع وخمسين وخمسمائة بمكة، ومات عشية الأحد، لست عشرة ليلة خلت من ذى القعدة سنة إحدى وثلاثين وستمائة بمكة.
ورث عن أبيه عقارا كثيرا، وذهب منه. ثم أدركته المنية بعد سنة ثمانية وسبعمائة بمكة، ودفن بالمعلاة.
نزيل مكة وأحد التجار بها. بلغنى أنه ولد بزبيد ونشأ بها. ثم قدم إلى مكة وأقام بها مدة سنين، ورزق دنيا، وسافر إلى بلاد الحبشة، وأقام بها سبع سنين، وسافر إلى ديار مصر، وأقام بها مدة سنين. وولد له بمكة أولاد وصار له بها عقار، وكان ذا ملاءة كثيرة، وأوصى فى مرض موته بالتصدق بثلث أمواله على الفقراء والمساكين، وعين من ذلك أشياء لجماعة من أقاربه ومواليه الذين أعتقهم غيرهم. ووقف دارين بمكة على أولاده، ووقف عقارا له بالضيعة المعروفة بسروعة من أعمال مكة، على الفقراء من أقاربه بمكة وغيرها، ووقف بهذه الضيعة موضعا يعرف بحفرة مسجد بسروعة (?)، بما