البر. ويقال العدوى، لأن الخطاب والد عمر بن الخطاب تبناه، وكان يدعى بابنه، إلى أن أنزل الله تعالى قوله عزوجل: (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ) [الأحزاب: 5] الآية.
وأسلم قبل دخول النبى صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وهاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وشهد بدرا والمشاهد كلها مع النبى صلى الله عليه وسلم، والجابية مع عمر، وكان معه لواءه على ما قيل. وتوفى سنة اثنتين وثلاثين فى قول جماعة، منهم أبو عبيد القاسم بن سلام، وقيل سنة ثلاث، وقيل سنة ست، وقيل سنة سبع، قال أبو عبيد: وأظن هذا أثبت.
أحد العشرة الذين شهد لهم النبى صلى الله عليه وسلم بالجنة، وتوفى وهو عنهم راض. كان أحد السابقين إلى الإسلام، هاجر إلى الحبشة فى قول ابن إسحاق.
وشهد بدرا والمشاهد كلها مع النبى صلى الله عليه وسلم، وقال: إنه أمين هذه الأمة، ففى الصحيحين من حديث أنس رضى الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لكل أمة أمينا، وإن أميننا أيتها الأمة، أبو عبيدة بن الجراح» (?).
وقال الزبير بن بكار: حدثنى محمد بن فضالة: كان صبيح الوجه، حسن الخلق، زاهدا فاضلا أثرم الثنيتين؛ وسبب ذلك، أنه انتزع بهما الحلقتين اللتين كانتا فى وجه النبىصلى الله عليه وسلم من المغفر، لما رماه المشركون يوم أحد. وولى الشام لعمر بن الخطاب رضى الله عنه، بعد عزل خالد بن الوليد، وقال لما رآه: كلهم قد غرته الدنيا غيرك يا أبا عبيدة. وقدم لعمر رضى الله عنه خبزا يابسا وملحا، فقال له: هلا اتخذت كما اتخذ غيرك؟ فقال: هذا يبلغنى المحل، ولم نجد فى بيته طنفسة.
ومات فى طاعون عمواس سنة ثمان عشرة بالأردن، ودفن بها، وقبره بها مشهور، وقيل ببيسان، حكاه الكاشغرى، وحكى قولا، إنه مات ببيت المقدس.
وعمواس: قرية بين الرملة وبيت المقدس، وسبب نسبة الطاعون إليها، أنه بدأ منها ثم انتشر.