هكذا نسبه ابن عبد البر، وقال: روى عنه أخوه المطلب وقال: قال الزبير عن عمه: زعموا أنه كان شريكا للنبى صلى الله عليه وسلم بمكة. وقال: كانت وفاته بعد سنة سبع وخمسين بداريه، فيما ذكر البخارى. وذكر ابن قدامة: أنه تصدق بداريه، سنة سبع وخمسين، وفيها مات.
وذكره الذهبى، وقال: قال أبو عمر بن عبد البر: يقال له المطلب، وذكر أن أبا مرثد الغنوى (?)، أسره يوم بدر، وهذا الذى ذكره الذهبى عن ابن عبد البر، ذكره عنه ابن الأثير، ولم أر فى الاستيعاب إلا خلاف ذلك؛ لأن فيه: روى عنه أخوه المطلب، وهذا أول شيء ذكره فى ترجمته، وفى آخرها. قال أبو عمر: هو أخو المطلب بن أبى وداعة. انتهى. فكيف يقال إن ابن عبد البر قال: إنه المطلب، ولعله سقط فى النسخة التى رآها ابن الأثير والذهبى من الاستيعاب، قوله: أخوه. والله أعلم.
وأما ما ذكره الذهبى، من أسر أبى مرثد له، فقد ذكر ابن مندة ما يوافقه، وتعقب عليه ذلك أبو نعيم، وفيما ذكراه نظر، نبه عليه ابن الأثير. وقد سقط فى النسخة التى رأيتها من كتابه، صدر ترجمة السائب، ولكن موضع التعقب باق، فتذكر كلامه على ما فى النسخة من سقم: قال الكفار يوم بدر، فإن له ابنا كيسا، فخرج ابنه المطلب، ففاداه بأربعة آلاف، وهو أول أسير فدى من بدر، قاله ابن مندة.
وقال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، فقال: السائب، وصوابه المطلب، وأما أبو عمر، فذكر السائب بن أبى وداعة، وقال: هو المطلب. ثم قال ابن الأثير: قلت: إن أراد أبو نعيم فى الرد على ابن مندة، أن الأسير «المطلب» فكلاهما غير صحيح، وإنما الذى أسر، هو أبو وداعة، والذى افتداه هو المطلب، قاله الزبير وغيره، وقد قال ابن مندة وأبو نعيم، فى المطلب بن أبى وداعة، إنه قدم فى فداء أبيه يوم بدر، فكفى بقولهما ردّا على أنفسهما، وإن أراد أن السائب لم يكن صحابيا، وإنما كان المطلب، فقد وافق ابن مندة جماعة، منهم البخارى وأبو عمر وغيرهما، جعلوه صحابيا.