وفى كتاب ابن الأثير سقم، وسقط لا يتم الكلام إلا به، وقد كتبت ذلك على الصواب، وما يستقيم به الكلام، والله أعلم.
والسائب فى هذا الخبر مبهم، وهو والله أعلم، السائب بن أبى السائب المخزومى، فإنه كان شريك النبى صلى الله عليه وسلم، قبل المبعث بمكة، على ما يقال، وفى ذلك خلاف نذكره إن شاء الله تعالى، فى ترجمة السائب بن أبى السائب المخزومى.
قال ابن شاهين: هو صحابى، روى عن أبى بكر الصديق ـ رضى الله عنه.
روى ابن جريج، عن أبى مليكة، عن أبيه، عن جده، عن أبى بكر: أن رجلا عض يد رجل، فسقطت سنّه، فأبطلها أبو بكر.
ذكره هكذا ابن الأثير وعلم عليه ب: «د. ع»، ولم يذكره ابن عبد البر فى باب زهير، وإنما ذكره فى الكنى لأنه قال: أبو مليكة القرشى التيمى، اسمه زهير بن عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، جد ابن أبى مليكة المحدث، له صحبة، يعد فى أهل الحجاز، من حديثه ما ذكره عمرو بن علىّ، عن أبى عاصم، عن ابن جريج، عن ابن أبى مليكة، عن أبيه، عن جده، عن أبى بكر الصديق، رضى الله عنه: أن رجلا عض يد رجل، فسقطت ثنيته، فأبطلها أبو بكر الصديق، رضى الله عنه. انتهى.
وإنما ذكرنا كلام ابن عبد البر؛ لأن فيه ما لا يفهم مما سبق.
وقال المزّىّ فى التهذيب: زهير بن عبد الله بن جدعان القرشى، أبو مليكة التيمى، جد عبد الله بن عبيد الله بن أبى مليكة، ذكره البخارى فى الإجارة (?)، فى حديث ابن جريج، عن عطاء، عن صفوان بن يعلى، عن يعلى بن أمية: أن رجلا عض يد رجل، فأندر ثنيته، فأهدرها النبى صلى الله عليه وسلم. قال ابن جريج: وحدثنى عبد الله بن أبى مليكة عن جده، بمثل هذه القصة، قال: فأهدرها أبو بكر. انتهى.