حجهم، وكانوا يحملون إليه الفتوحات الكثيرة، فيفرقها على أحسن الوجوه.

وكان كثير الإحسان إلى الخلق، ولم يكن له فى ذلك نظير ببلاد الحجاز؛ فإنه كان بسبب ذلك يستدين الدين الكثير، وربما بلغ دينه مائة ألف درهم، فيقضيها الله تعالى على أحسن الوجوه ببركته.

وقد ذكره ابن فرحون فى كتابه «نصيحة المشاور» فذكر من أوصافه الجميلة بعض ما ذكرناه.

ومما يحكى من كراماته، ما بلغنى عن شيخنا القاضى نور الدين على بن أحمد النويرى ـ وهو ربيب الشيخ خليل المذكور ـ قال: أخبرنى شيخ الفراشين بالحرم النبوى، وسماه شيخنا نور الدين، ونسى اسمه الحاكى لى عنه، قال: بتّ ليلة بالحرم النبوى، ثم أفقت وتطهرت، وأتيت الروضة، وقصدت وجه النبى صلى الله عليه وسلم لأسلم عليه، فإذا بالباب الذى فى هذه الجهة، قد فتح وخرج منه الشيخ خليل المالكى، وغلق الباب فى إثره، وقصد الشيخ خليل الروضة. قال: فسلمت على النبى صلى الله عليه وسلم، وخففت، وتعجبت من دخول الشيخ خليل إلى الحرم النبوى ليلا من غير شعورى، ثم قلت: لعل غيرى فتح له، وقصدت الروضة لقصد الاجتماع به، فلم أره بها. انتهى بالمعنى. ولأجل هذه الحكاية، قيل إن الشيخ خليل كان من أهل الحظوة.

ومنها: أن القاضى نور الدين، ذكر أنه دخل على الشيخ خليل فى زمن الموسم، وهو يتصدق على الناس، فسأله أن يكسوه، فأمر الشيخ غلامه أن يعطيه مائتى درهم، قال القاضى نور الدين: فقبلتها واغتبطت بها، فلما فهم ذلك عنى، دعا لى فيها بالبركة، قال: فتسببت فيها حتى صارت نيفّا وأربعين ألف درهم.

ومنها: أن القاضى شهاب الدين الطبرى، شكا إلى الشيخ خليل شدّة خوفه من المصريين؛ لأن بعض جماعة القاضى شهاب الدين، سعوا عند عجلان أمير مكة، فى منع الضياء الحموى من الخطابة بمكة، فمنع من ذلك، بعد أن صار فى المسجد، وهو لابس شعار الخطبة.

وكان صاحب مصر الملك الناصر حسن، قد فوض إليه ذلك بوساطة القطب الهرماس، أحد خواصه، فأنهى ذلك أعداء القاضى إلى السلطان، فكثر تآمره على القاضى شهاب الدين، وأمر فيه بالسوء، وشاع ذلك فى الناس، واشتد خوف القاضى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015