أسلم يوم الفتح، وبقى إلى خلافة عمر رضى الله عنه، وكان أسر يوم بدر، وأمر النبى صلى الله عليه وسلم بالتمسك به، وقال: إن له ابنا بمكة كيّسا ـ يعنى المطّلب ـ وخرج المطلب لفدائه سرّا؛ لأن قريشا تواصت أن لا يعجلوا فى فداء أسراهم، لئلا يطمع فى أموالهم، وافتداه بأربعة آلاف درهم، ولامته قريش فى بداره لذلك، وفى رفعه فى الفداء، فقال: ما كنت لأدع أبى أسيرا، ثم فدوا أسراهم بعده، وهو أول أسير من قريش فدى.
قال الزبير: وحدثنى على بن المغيرة عن ابن الكلبى عن أبيه، قال: عاش صبيرة دهرا ولم يشب، وله يقول الشاعر (?) [من الكامل]:
حجاج بيت الله إن صبيرة السهمى ماتا ... سبقت منيته المشب وكان ميتته افتلاتا
فتزودوا لا تهلكوا ... من دور أهلكم حفاتا
وقال الزبير: حدثنى على بن صالح بن عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير:
أن الناس مكثوا زمانا، وقل من جاز من قريش فى السن أربعين سنة. فجازها صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم بيسير، ثم مات فجأة، ففزع لذلك الناس، فناحت عليه الجن، فقالت:
من يأمن الحدثان إن صبيرة القرشى ماتا ... عجلت منيته المشيب وكان ميتته افتلاتا
ذكره بمعنى هذا ابن الأثير. وقال: أخرجه أبو موسى.
ذكره هكذا ابن عبد البر وقال: وأخشى أن يكونا اثنين. انتهى.
وذكره ابن الأثير بالوجهين، وقال: الخزاعى المصطلقى، يكنى أبا مالك، يعد فى أهل الحجاز. وساق له حديثا من مسند أحمد بن حنبل، يقتضى أنه قدم على النبىصلى الله عليه وسلم، فدعاه إلى الإسلام والزكاة، فأقر بها بعد أن أسلم ورجع إلى قومه. فجمع زكاتهم، ثم خرج إلى النبى صلى الله عليه وسلم فى سروات قومه، لما تأخر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوقت الذى وقت الحارث