وذكر بيان الوهم فلينظر فى كتابه. وقال بعد بيان الوهم: قلت: الحارث بن أبى ربيعة هو ابن عبد الله بن أبى ربيعة المخزومى، وهو عامل ابن الزبير على البصرة ويلقب بالقباع. وله صحبة. انتهى.
وقيل ليس له صحبة. وذكره الكاشغرى. وذكره الذهبى فى التجريد. وقال: لا صحبة له، والصواب أبو ربيعة.
هكذا ذكره ابن عبد البر. وقال: ارتد ولحق بالكفار. فنزلت: (كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً) الآية، إلى قوله: (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا) فحمل رجل هذه الآيات فقرأهن عليه. فقال الحارث: ما علمتك لصدوق، وإن الله لأصدق الصادقين. فرجع فأسلم فحسن إسلامه.
روى عنه مجاهد، وحديثه هذا عند جعفر بن سليمان، عن حميد الأعرج عن مجاهد. انتهى.
وذكره ابن الأثير: أن الحارث بن سويد التيمى، كان مع النبى صلى الله عليه وسلم مسلما، ولحق بقومه مرتدا، ثم أسلم. وقال: قاله ابن مندة وأبو نعيم، وقال: قال أبو عمر: الحارث بن سويد، وقيل ابن مسلم المخزومى، ارتد عن الإسلام. وذكر ما سبق عن ابن عبد البر، ثم قال: قلت: وقد ذكر بعض العلماء أن الحارث بن سويد التيمى تابعى من أصحاب ابن مسعود، لا تصح له صحبة ولا رؤية، قاله البخارى ومسلم. ثم قال ابن الأثير: وقد ذكر فى هذه الحادثة أبو صالح عن ابن عباس، أن الذى أسلم ثم ارتدّ، ثم أسلم: الحارث ابن سويد بن الصامت.
وذكر مجاهد هذا، ومجاهد أعلم وأوثق، فلا ينبغى أن يترك قوله لقول غيره. والله أعلم. انتهى.
وذكر الذهبى: أن أبا عمر بن عبد البر وهم فى قوله: إنه مخزومى، قال: وإنما هو الأول، يعنى الحارث بن سويد أبو المغيرة المخزومى الحجازى، وقال: له صحبة. وذكر أن الذى ارتدّ: الحارث بن سويد التّيمىّ الكوفى، قال: ثم أسلم وحسن إسلامه، قال: وقيل هو تابعى لا تصح له رواية، قاله البخارى ومسلم.