فى قدومه إليه، لأخذ ما جمعه من الزكاة فلقيه قبل أن يبلغ المدينة بعث من رسول اللهصلى الله عليه وسلم، فسألهم فأخبروه أنهم بعثوا إليه؛ لأن الوليد بن عقبة بن أبى معيط، زعم أنك منعته الزكاة وأردت قتله، فحلف أنه لم يره ولا أتاه.
فلما دخل الحارث على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حلف له كما حلف للبعث، قال: ولا أقبلت إلا حين احتبس عنى رسولك، حسبت أن تكون كانت سخطة من الله تعالى ومن رسوله صلى الله عليه وسلم، فنزلت الحجرات: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ) [الحجرات: 6].
والحديث الذى لخصنا هذا منه، فى كتاب ابن الأثير، كما هو فى المسند (?).
كان سبب إسلامه، أن النبى صلى الله عليه وسلم، أخبره عن بعيرين خبأهما الحارث فى بعض شعاب العقيق، من الإبل التى قدم بها لفداء ابنته جويرية، حين سبيت مع سبايا بنى المصطلق. ولما أخبر النبى صلى الله عليه وسلم بذلك الحارث، أسلم ابنان له وناس من قومه.
ذكره ابن الأثير بمعنى ما ذكرناه، وقال: هذا الحارث. أخرجه أبو على الغسانى، مستدركا له على أبى عمر، وذكره ابن إسحاق. انتهى.
وذكره الذهبى، فقال: الحارث بن أبى ضرار بن حبيب بن الحارث بن عائذ بن مالك ابن المصطلق، وهو جذيمة، الخزاعى، والد جويرية، أم المؤمنين. وذكره هكذا الذهبى فى التجريد، وقال: استدركه أبو على الغسانى وحده، وأنه أسلم هو وابناه وطائفة.
قال ابن عبد البر: الحارث ابن ضرار، ويقال ابن أبى ضرار المصطلقى، وأخشى أن يكونا اثنين.