قال: فأرسل الحجاج إلى أصحاب مسالحه جميعا يوصيهم بالحتياط من ابن الزبير لا يهرب، قال: فلما جاء رسوله الحارث بن خالد فأبلغه رسالته، قال: ابن الزبير، وابن صفية، وابن أسماء، لو كان البحر بينه وبينه لخاضه إليه.
قال: وبلغ ابن الزبير إرسال الحجاج فى ذلك، فقال: يحسبنى مثله الفرار بن الفرّار، وأشار ابن الزبير إلى قضية اتفقت للحجاج وأبيه، ذكرها الزبير بن بكار؛ لأنه قال: وحدثنى محمد بن الضحاك عن أبيه، قال: كان الحجاج بن يوسف فى جيش حبيش بن دلجة حيث لقى حنيف بن السّجف بالرّبذة، وجهه عامل عبد الله بن الزبير من البصرة، حيث أمره بذلك ابن الزبير، حيث سمع حبيش بن دلجة القينى، فلقيه حنيف بالربذة، فهرب ذلك اليوم حجاج وأبوه مترادفين على فرس. انتهى.
أمير مكة على ما قيل، ذكره الأزرقى هكذا؛ لأنه لما ذكر خبر سيل الجحاف. قال فى أثناء كلامه: إنه كتب بخبره إلى عبد الملك بن مروان. ففزع لذلك، وبعث بمال عظيم، وكتب إلى عامله بمكة عبد الله بن سفيان المخزومى، ويقال: بل كان عامله الحارث بن خالد المخزومى. فأمره بعمل ضفائر الدّور الشارعة على الوادى. انتهى.
قلت: الحارث المشار إليه، هو الحارث بن خالد بن العاص بن هشام السابق ذكره، وإنما ذكرته لأنبّه على ذلك.
استسلف منه النبى صلى الله عليه وسلم. وأخرجه ابن مندة. وقال: هو وهم ذكره هكذا ابن الأثير.