والحكام إلى طرق خطيرة النتائج، فكان القائد مثلا يعهد بأرضه إلى جماعة من الجنود كي يفلوحها ويفيدوا من حاصلاتها (?) . ودخل في صفوف الجيش جماعة من الفقراء الذين رضوا أن يتقاضوا أجراً قليلاً، وحل هؤلاء بجهلهم محل العسكريين أصحاب الدربة القديمة (?) . وهكذا تحول الجند إلى حاشية للقائد، ولم يعودوا أداة لكبح جماح الطغيان بل أصبحوا أداة لإحلال طغيان محل آخر (?) .

وأما في الضرائب فكانت صقلية كغيرها من ولايات الدولة فريسة لجشع المحصلين تدفع ضريبة على الأملاك، وأخرى على الرؤس، وإتاوات على التجارة والصناعة، وزيادات إضافية على الضريبة الأولى، وضرائب للجند، وأخرىللملاحين وأموالا يبتزها الموظفون ويزيدون بها الحمل ثقلا (?) . وكانت الحال سيئة في أيام القوط فزادت سوءاً أيام السادة البيزنطيين حتى إن أحد الجباة في نهاية القرن السادس أجبر الرعايا العاجزين عن دفع المال على تقديم أبنائهم، واستطاع موظف تافه الشأن في صقلية أن يصادر الممتلكات بالقوة، ويقول القديس جريجوريو: " نحتاج إلى مجلد لنفصل الجور الذي سمعنا به من هذا القبيل " (?) .

ولم تكن الدولة هي المستغل الوحيد لصقلية بل كانت الكنيسة تشاركها النفوذ والسلطان لكثرة أملاكها فيها، فكان لكنيسة روما وميلان ورافنا اقطاعات كثيرة (patrimori) وكانت أملاك كنيسة روما موزعة في أنحاء الجزيرة حول سرقوسة وقطانية وميلاص وبلرم وجرجنت، وكان يديرها رئيسان أحدهما في سرقوسة والثاني في بلرم (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015