وكان في الأراضي الكنسية فلاحون يسمون الكولونيينcoloni وهم طبقة من الناس تشبه العبيد في ارتباطها بالأرض وتدفع الضرائب نقداً أو محصولات (?) .
وظلت صقلية؟ كما كانت من قبل؟ " اهراء روما " يسافر منها كل عام أسطولان محملان بالقمح، مرة في الربيع وأخرى في الخريف، وإذا غرقت المؤن في البحر أو نهبت قبل وصولها، طولب الكولونيون بالتعويض (?) . هذا بالإضافة إلى أن جامعي المحصول كانوا يتلاعبون بالمكيال ويزيدون في نسبة الضريبة المقررة. فلما اعتلى جرجوريو الأول كرسي الباباوية سنة 590م ورأى سوء الحال حاول أن يصلحها جهده. وفي الثمانية عشر شهراً الأولى من رئاسته كتب أربع عشرة رسالة إلى وكيل له بصقلية اسمه بطرس يحاول أن يذكره بضرورة النظر في ظلامات الناس وإنصافهم وتحقيق العدالة فيهم (?) . فهو يأمره أن يرجع نسبة الضريبة إلى الحد المقرر، ويكسر المكاييل الكبيرة، ويصدر لكل فلاح في أراضي الكنيسة دفتر ضمان libellus securitatis يقيد فيه ما يدفعه من ضريبة مشروعة (?) . ومن هذه الرسائل يتبين لنا الحيف الذي كان يصيب طبقات الفلاحين.
وكان المشرفون على أراضي القديس أبولنارس حامي رافنا يبعثون كل سنة سفناً محملة بمئات القناطير من القمح والفواكه والخضروات والجلود المدبوغة باللون الأرجواني، ومحملة بالحرير اللازوردي والمواد الصوفية وغيرها وكلها كانت توفر للكنيسة دخلا هائلا (?) .
وفي أواخر القرن السابع أصبحت الجزيرة حصناً يدفع العدوان عن الجناح الغربي للإمبراطورية وثغرا بين عدوين قويين، وسمح لها أن تستقل نوعاً في