دنو المنية. وشعلة الحب كالذهب المصفي، وبسمة من الحبيبة تسوي الجنة، فهي وردة وزنبقة ونجم ومرآة للأنوثة، وهي تقتل بعينيها، وحبيبها في لظى الحب، ولو استطاع أن يعبد الله كما يعبدها لدخل الجنة (?) .
ومن العسير الشاق أن نحدد للشعر العربي صلة بهذه المدرسة من ناحية أو بالحركة الشعرية عامة في صقلية وجنوبي إيطاليا.
فالشعر الصقلي العربي قليل إذا كانت مشكلة التأثير موضوع البحث، وليس بين أيدينا منه شيء من الموشحات أو الزجل وهي التي أحدثت أثراً في شعراء التروبادور بجنوبي فرنسا، ثم إن الشعر الذي بقى من المدرسة الصقلية قليل أيضاً يجعل إثبات المسألة صعباً. ولكن الذي حدث فعلا هو أن الاتصال الحضاري بين المسلمين وغيرهم بصقلية وجنوبي إيطاليا، ثم تلك النهضة العلمية التي كانت في بلاط ملوك النورمان وعند فردريك وابنه، قد خلقت في الواقع جواً من الحيوية هو مجال التأثر. وقد كان أمثال يوجين في عهد غليالم الثاني يعرفون اللغة العربية ويترجمون عنها كتباً ليست كلها ذات صبغة فلسفية أو رياضية، فلم لا يكون أمثال يوجين ممن ينظمون ويشتغلون بالدراسات العربية قابلين للتأثر؟ ورب قائل يقول إن الضعف الذي تمثل به الشعر الصقلي يجعل من العبث أن نتخذه أداة للتأثير في غيره هذا الضعف الذي نراه نحن اليوم لا ينفي ان هذا الشعر كان يمثل في عصره اتجاهات معينة.