يمدح بها غليالم وليس من أي غليالم هو المقصود بذلك المديح (?) . وترجم يوجين أيضاً كتاب كليلة ودمنة أو لعلاه ساعد في ترجمته إذ جاء في المقدمة.؟ إنها تمت بمساعدة رجال يعرفون العربية حق المعرفة وهي جملة ربما لا يقولها يوجين، لاطلاعه الواسع في العربية (?) ، وإن كان هذا لا يمنع أنه استعان على ترجمتها ببعض المسلمين حين وجد نفسه إزاء نص أدنى. وإليه تعزى ترجمة إحدى الملاحم عن اليونانية وهي كتاب كبوءات تتحدث عن أعمال الملوك والأباطرة. ويعتقد أمارى أن نسبة هذه الملحمة إلى أصل كلداني غير صحيح، لأن فيها معلومات عن بعض الظواهر والأحداث التي وقعت في القرن الثاني عشر والثالث عشر، فنسبها إلى القرون الخوالي مقصودة، لتزيد في قيمة ما ورد من التنبؤات (?) .
ولم يكن نصيب العلماء المسلمين في الحركة العلمية قليلا.؟ فقد كان الشريف الادريسي يرأس " الدائرة الجغرافية " في بلرم، ويشرف على جهودها وينظمها. ومن تنظيمه هذا قام في أيام رجار بعلمين: رسم صورة الأرض في دائرة من الفضة ووضع أقسام الأقاليم عليها. وألف كتاب " نزهة المشتاق في اختراق الآفاق " الذي اشهر باسم كتاب رجار، واستمر الإدريسي في بلرم أيام غليالم الأول وله ألف كتاباً آخر سماه " روض الأنس ونزهة النفس " (?) وكان للشريف مشاركة في علوم أخرى كعلم النبات وفيه ألف " الجامع لأشتات النبات " ولكن ليس من الممكن أن نقطع بأنه ألفه في صقلية (?) .
ومن المسلمين الذين اشتهروا بصقلية محمد بن عيسى بن عبد المنعم " من أصحاب العلم بعلمي الهندسة والنجوم، ماهر فيهما قيم بهما، مذكور بين الحكماء هناك بأحكامها " (?) وذكر الحكماء في هذه العبارة يفتح المجال