سَابق لم يدر كَيفَ جرى ... فِي الْقَضَاء الحتم وَالْقدر
وَأُمُور فِي الورى خفيت ... عَن ذَوي الْأَلْبَاب وَالنَّظَر
فدع الأنفاس صاعدة ... ودموع الْعين تنحدر
وابك لَا جَفتْ دموعك مَا ... ضَاعَ من أيامك الْغرَر
وَقد قيل لَا تكف دمعك حَتَّى ترى فِي الْمعَاد ربعك وَقيل لَا تكحل عَيْنك بنوم حَتَّى ترى حالك بعد الْيَوْم
وَقيل لَا تبت وَأَنت مسرور حَتَّى تعلم عَاقِبَة الْأُمُور
وَقيل لَا يخصب لَك الجناب وَلَا تأنس بكعاب حَتَّى ترى مَا خطّ لَك فِي أم الْكتاب وتستبين الْعَاقِبَة والمآب
وَأنْشد
حاسب النَّفس قبل يَوْم الْحساب ... وأذقها الْعَذَاب قبل الْعَذَاب
وأصبها من الأسى بشواظ ... ينضج اللَّحْم قبل نضج الإهاب
وَإِذا مَا بَكَيْت يَوْمًا بدمع ... فبدمع من الْفُؤَاد مشاب
وحذار حذار أَن تتهنا ... بِطَعَام تناله أَو شراب
أَو مَنَام تنام بِاللَّيْلِ حَتَّى ... تستبين الْمَآل يَوْم المآب
وَقيل يَا ابْن آدم الأقلام عَلَيْك تجْرِي وَأَنت فِي غَفلَة لَا تَدْرِي يَا ابْن آدم دع المغاني والأوطار والمنازل والديار والتنافس فِي هَذِه الدَّار حَتَّى ترى مَا فعلت فِي أَمرك الأقدار
وَسمع بعض الصَّالِحين منشدا ينشد
أيا راهبي نَجْرَان مَا فعلت هِنْد