فِي هَذَا النَّوْع، نعم عمل لنَفسِهِ فهرستا لطيفا وَكَذَا أورد ابْن مُوسَى فِي أوراق رحلته والتقي الفاسي فِي ذيله على التَّقْيِيد من مروياته نبذة وَشَيخنَا فِي مُعْجَمه يَسِيرا وتدرب بوالده فِي الحَدِيث وفنونه وَكَذَا فِي غَيره من فقه وأصل وعربية وعادت بركَة تَرْبِيَته عَلَيْهِ وَكَذَا تفقه بالأبناسي وَعظم انتفاعه بِهِ وَتوجه الشَّيْخ إِلَيْهِ بِحَيْثُ ساعده فِي تَحْصِيل وظائف لخصوصية كَانَت بَينه وَبَين وَالِده وبالسراج البُلْقِينِيّ بِحَيْثُ كَانَ معوله فِي الْفِقْه عَلَيْهِ وأفرد حَوَاشِيه على الرَّوْضَة وانتفع النَّاس بهَا خُصُوصا فِيمَا تجدّد من الْحَوَاشِي بعد جمع الْبَدْر الزَّرْكَشِيّ وطرز تصانيفه بِكَثِير من اختياراته ومباحثه مفتخرا بإيرادها وإضافتها إِلَيْهِ وبابن الملقن وَغَيرهم بل حضر دروس الْجمال الأسنائي بالناصرية مُدَّة وعلق عَنهُ وَسمع عَلَيْهِ التَّمْهِيد والكوكب وَقطعَة من أول الْمُهِمَّات وَغير ذَلِك من تصانيفه ومروياته بل قَرَأَ عَلَيْهِ بِنَفسِهِ المسلسل بالأولية وَأخذ أصُول الْفِقْه والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهمَا من الْفُنُون عَن الضياء عبيد الله العفيفي الْقزْوِينِي الشَّافِعِي فَقَرَأَ عَلَيْهِ منهاج الْبَيْضَاوِيّ وغالب التَّلْخِيص مَعَ سَماع سائره إِلَى غَيره من كتب عديدة وفنون شَتَّى انْتفع بِهِ فِيهَا، والعربية عَن شيخ النُّحَاة أبي الْعَبَّاس بن عبد الرَّحِيم التّونسِيّ الْمَالِكِي وانتفع بِهِ فِيهَا وَلم يلبث أَن برع فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وأصوله والعربية والمعاني وَالْبَيَان وشارك فِي غَيرهَا من الْفَضَائِل، وَأذن لَهُ غير وَاحِد من شُيُوخه بالإفتاء والتدريس، وَاسْتمرّ يترقى لمزيد ذكائه حَتَّى سَاد وَأبْدى وَعَاد وَظَهَرت نجابته ونباهته واشتهر فَضله وبهر عقله مَعَ حسن خلقه وخلقه وَنور خطه ومتين ضَبطه وَشرف نَفسه وتواضعه وَشدَّة انجماعه وصيانته وديانته وأمانته وعفته وَطيب نغمته وضيق حَاله وَكثر عِيَاله، ودرس وَهُوَ شَاب فِي حَيَاة أَبِيه وشيوخه فِي عدَّة أَمَاكِن وَقَالَ أَبوهُ فِي دروسه قَدِيما:
(دروس أَحْمد خير من دروس أبه ... وَذَاكَ عِنْد أَبِيه مُنْتَهى أربه)
بل قَامَ بسد وظائف أَبِيه حِين توجه على قَضَاء الْمَدِينَة وخطابتها وَلَكِن وثب عَلَيْهِ شَيْخه)
السراج بن الملقن فَانْتزع دَار الحَدِيث الكاملية خَاصَّة مِنْهُ وتحرك صَاحب التَّرْجَمَة لمعارضته وتحدث فِي تَمْيِيز كفاءته فَحمل عَلَيْهِ كل من شَيْخه الأبناسي والبلقيني فَسكت وطار بِكُل ذَلِك ذكره وَسَار فِيهِ فخره ثمَّ أضيفت إِلَيْهِ جِهَات أَبِيه بعد مَوته فزادت رياسته وانتشرت فِي الْعُلُوم وجاهته، وَكَانَ من الْأَمَاكِن الَّتِي درس فِيهَا الحَدِيث الْمدرسَة الظَّاهِرَة البيبرسية والقانبيهية والقراسنقرية