ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَأمه عَائِشَة ابْنة لمغاي العلائي أحد أجناد أرغون النَّائِب بكر بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ الْكثير على ابْن الْحرم القلانسي والمحب أبي الْعَبَّاس الخلاطي وناصر الدّين التّونسِيّ والشهاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْعَسْقَلَانِي بن الْعَطَّار والعز بن جمَاعَة وَالْجمال بن نباتة وَخلق، ورحل أول مَا طعن فِي الثَّالِثَة سنة خمس وَسِتِّينَ إِلَى دمشق فَأحْضرهُ بهَا على الحافظين الشَّمْس الْحُسَيْنِي والتقي بن رَافع والمحدث أبي الثَّنَاء المنبجي وَأبي حَفْص الشحطبي والشرف يَعْقُوب الحريري والعماد مُحَمَّد بن مُوسَى بن السيرجي وَابْن أميلة وَابْن النَّجْم وَابْن الهبل وَابْن السوقي وست الْعَرَب حفيدة الْفَخر بن البُخَارِيّ وَغَيرهم من أَصْحَاب الْفَخر بن البُخَارِيّ وَغَيره وببيت الْمُقَدّس على الزيتاوي واستجاز لَهُ خلقا كالعرضي وَابْن الجوخي وَأبي حَفْص عمر بن عَليّ بن شيخ الدولة السُّيُوطِيّ خَاتِمَة أَصْحَاب الْعِزّ الْحَرَّانِي، وَكَذَا روى بِالْإِجَازَةِ عَن الْعَفِيف اليافعي وَلما رَجَعَ من الرحلة مَعَ أَبِيه حفظ الْقُرْآن وعدة مختصرات من الْفُنُون وَنَشَأ يقظا طلب بِنَفسِهِ واجتهد فِي اسْتِيفَاء شُيُوخ الديار المصرية وَأخذ عَمَّن دب ودرج. وَمن شُيُوخه أَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ والبهاء بن خَلِيل والزين بن الْقَارِي والحراوي والبهاء بن الْمُفَسّر وَجُوَيْرِية والباجي، بل وارتحل إِلَى دمشق وَمَعَهُ رَفِيق وَالِده الْحَافِظ نور الدّين الهيثمي بعد الثَّمَانِينَ وَلَكِن بعد موت تِلْكَ الطَّبَقَة وَأخذ بهَا عَن الْحَافِظ أبي بكر بن الْمُحب وَأبي الهول الْجَزرِي وناصر الدّين بن حَمْزَة وَالشَّمْس بن الصفي الغزولي وَجَمَاعَة من أَصْحَاب التقي سُلَيْمَان وَأبي الْمَعَالِي الْمطعم وَأبي نصر بن الشِّيرَازِيّ وَالْقسم بن عَسَاكِر، وَكَذَا ارتحل مَعَ أَبِيه إِلَى مَكَّة وَالْمَدينَة غير مرّة ترافق مَعَ وَالِده فِي أَولهَا وَكَانَت سنة ثَمَان وَسِتِّينَ الشهَاب بن النَّقِيب أحد الْأَعْلَام وابتدأ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فأقاما بهَا شهرا ثمَّ توجها إِلَى مَكَّة فَكَانَ لصَاحب التَّرْجَمَة مِنْهُ حَظّ كَبِير من الْإِحْسَان والملاطفة، وَسمع بِمَكَّة على الْكَمَال أبي الْفضل النويري والبهاء بن عقيل النَّحْوِيّ)
وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي وَأحمد بن سَالم بن ياقوت الْمَكِّيّ والعفيف النشاوري وَالْجمال الأميوطي وبالمدينة على الْبَدْر عبد الله بن فَرِحُونَ، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مكثر سَمَاعا وشيوخا وَكتب الطباق وَضبط الْأَسْمَاء وَسمع الْأَئِمَّة بقرَاءَته وَخرج لغير وَاحِد من شُيُوخه كالصدر بن الْمَنَاوِيّ وَعبد الْوَهَّاب الأخنائي الْمَالِكِي وَابْن الشيخة والبلقيني وَأبي البركات بن النظام القوصي وَلم يتهيأ لَهُ إِفْرَاد شُيُوخه ومسموعه لَعَلَّه لقُصُور الهمم خُصُوصا