وَاسْتمرّ كَذَلِك إِلَى أَن ضعف بَصَره جدا ثمَّ أضرّ وَلم يتْرك مَعَ هَذَا الحكم بل كَانَ يُؤْخَذ بِيَدِهِ فَيعلم بالقلم ثمَّ لما مَاتَ أقرانه وخلت دمشق مِنْهُم عَاد إِلَى الْجَامِع الْأَعْظَم فَاجْتمع عَلَيْهِ الطّلبَة بل غَالب فضلاء دمشق وقسموا عَلَيْهِ التَّنْبِيه والمنهاج وَالْحَاوِي فِي أشهر قَليلَة من ثَلَاث سِنِين بِدُونِ مطالعة وَرُبمَا اسْتَعَانَ بمطالعة بعض أَصْحَابه لَهُ، وافتى زَمنا قبل الضَّرَر وَبعده وَيكْتب عَنهُ حِينَئِذٍ ثمَّ يكْتب هُوَ اسْمه، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة فَقِيها واعظا فصيحا ذكيا جيد الذِّهْن مشاركا فِي عدَّة فنون حسن التَّقْرِير قَادِرًا على إِيصَال الْمعَانِي للإفهام مَعَ لين العريكة وسهولة الانقياد والمروءة والعصبية وَقلة الْحَسَد وَلما تزايد ضعف بَصَره انْقَطع بمنزله مديما للتلاوة ويبرز فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس للإشغال فِي الْجَامِع إِلَى أَن مرض بالقولنج فَتغير مزاجه ثمَّ عوفي مِنْهُ ثمَّ عاوده فضاقت أخلاقه لذَلِك وَلم يزل يتزايد بِهِ إِلَى توفّي فِي منزله بِمَسْجِد الْقصب بعد عصر يَوْم السبت ثامن عشر صفر سنة أَرْبَعِينَ وَدفن من الْغَد بمقبرة الْبَاب الصَّغِير شَرْقي سَيِّدي بِلَال بِالْقربِ من جادة الطَّرِيق وَكثر الأسف عَلَيْهِ وَكَانَت جنَازَته حافلة وَتقدم للصَّلَاة عَلَيْهِ السراج الْحِمصِي مَعَ كَونه أوصى للشَّيْخ أَحْمد الأقباعي فَلم يلْتَفت لذَلِك ورثاه جمَاعَة رَحمَه الله وإيانا، وَذكره شَيخنَا فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ من إنبائه فَقَالَ اجْتمع بِي فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بالعادلية الصُّغْرَى وَذكر أَنه قَرَأَ على شُيُوخنَا الْعِرَاقِيّ والبلقيني وَغَيرهمَا وَسمع من ابْن الْمُحب وَسمعت عَلَيْهِ جُزْءا من حَدِيثه وَسمع عَليّ شَيْئا. وَمَات فِي صفر وَلكنهَا من سنة أَرْبَعِينَ وَذكره التقي بن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته فَقَالَ الشَّيْخ الْعَالم الْمُحدث الْفَقِيه الْوَاعِظ وأرخ مولده فِي أَوَاخِر سنة سِتِّينَ أَو أول الَّتِي تَلِيهَا وَقَالَ أَن حفظه للحاوي بعد كبره وتميز وَفضل، وترجمه بِمَا اعْتمد عَلَيْهِ شَيخنَا فِي إنبائه.

1052 - يحيى بن أبي زَكَرِيَّا يحيى بن زيان بن عمر بن زيان بن الْأَزْرَق الوطاسي المغربي المريني الفاسي / الْوَزير الْمَاضِي أَبوهُ. ذبح هُوَ وَابْن عَمه مُحَمَّد بن أبي حسون الْمَاضِي فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء مستهل الْمحرم سنة سِتّ وَسِتِّينَ.

1053 - يحيى ابْن الْأَمِير الْخَيْر الْفَقِيه يشبك المؤيدي سبط الْمُؤَيد شيخ، أمه أسية ووالد أَحْمد الْمَاضِي. / ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي عز فَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا وجود الْكِتَابَة عِنْد الْبُرْهَان الفرنوي وَغَيره كيس وَتقدم فِيهَا بِحَيْثُ كتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء)

بديعة وَكَانَ مَعَ ذَلِك مُتَقَدما فِي الفروسية بِسَائِر أَنْوَاعهَا كالرمح وَالسيف والدبوس والنشاب وسوق الْخَيل بِحَيْثُ أَنه سَاق الْمحمل عدَّة سِنِين باشا، مَعَ حسن المحاضرة والشكالة ولطف الْعشْرَة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015