مُودع فِي الْجَوَاهِر، وَكتب عَنهُ ابْن فَهد وَابْن الإِمَام والبقاعي قصيدة أَولهَا:)

(جَمْرَة الْحبّ أشعلت فِي الحشاء ... نَار وجد تضرمت بالهواء)

وَأُخْرَى أَولهَا:

(لِأَجلِك يَا ليلى سهرت اللياليا ... وعاديت فِيك كل من كَانَ رَاضِيا)

مَاتَ فِي ثَانِي عشر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَلم يكمل السّبْعين رَحمَه الله.

1050 - يحيى بن هويذف المعابدي الْمَكِّيّ. / مَاتَ بهَا فِي شعْبَان سنة خمس وَثَمَانِينَ.

1051 - يحيى بن يحيى بن أَحْمد بن الْحسن المحيوي أَبُو زَكَرِيَّا القبابي بموحدتين نِسْبَة إِلَى قباب قَرْيَة من أشموم الرُّمَّان من الشرقية القاهري الشَّافِعِي نزيل دمشق. / ولد سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بالقباب وَكَانَ أَبوهُ خَطِيبًا فَمَاتَ عَنهُ صَغِيرا فتنزل فِي مكتب الْأَيْتَام بمدرسة حسن فَقَرَأَ الْقُرْآن والتنبيه وَالْحَاوِي مَعًا ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وألفية ابْن ملك وَغَيرهَا وَأخذ عَن البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والبدر الطنبدي ولازم الأبناسي فَانْتَفع بِهِ كثيرا وَأخذ علم الحَدِيث عَن الزين الْعِرَاقِيّ والعربية عَن الْمُحب بن هِشَام والمعقولات عَن الْعِزّ بن جمَاعَة وَتقدم على أقرانه فِي جَمِيعهَا وَأذن لَهُ البُلْقِينِيّ وَغَيره بالإفتاء سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة ثمَّ قدم دمشق فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ فَنزل بالقيمرية وَسمع من الْمُحب الصَّامِت جُزْء الخليلي وَأخذ عَن الزُّهْرِيّ والقرشي وَابْن الشريشي وشهدوا لَهُ بالفضيلة حَتَّى قَالَ الزُّهْرِيّ مَا قدم علينا من مصر مثله وَأذن لَهُ هُوَ وَغَيره بالإفتاء أَيْضا وَكَانَ حِين قدومه مَشْهُورا باستحضار الرَّوْضَة بل كَانَ عَارِفًا بدقائق الْحَاوِي ثمَّ جلس للإقراء بِجَامِع بني أُميَّة فَأخذ عَنهُ جمَاعَة من الْفُضَلَاء ثمَّ ترك الإقراء وَأَقْبل على الْوَعْظ وصنف فِيهِ كتابا وَتكلم على النَّاس بالجامع فأكبوا عَلَيْهِ وراج فِيهِ أمره واشتهر بالفصاحة وَحسن الْأَدَاء وانتفع بِهِ كثير من الْعَامَّة ثمَّ لما وسع الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن منجك مَسْجِد الْقصب تكلم فِيهِ على آيَة إِنَّمَا يعمر مَسَاجِد الله وَحضر عِنْده الشهَاب بن المحمرة القَاضِي وَغَيره من عُلَمَاء دمشق وَكَانَ مَجْلِسا جَلِيلًا، وَسكن بعد الْفِتْنَة الْعُظْمَى بَيت روحاء فَأَقَامَ وَدخل إِلَى دمشق مَعَ من دَخلهَا من الشاميين ثمَّ عَاد فلازم عمل الميعاد وَقَرَأَ صَحِيح البُخَارِيّ عِنْد نوروز، ودرس فِي دمشق بعدة مدارس كالرواحية وناب فِي الشامية البرانية وَأعَاد بالشامية الْكُبْرَى، وناظر الفحول وزاحم الْعلمَاء فاشتهر أمره واتضح علمه وَبَان مِقْدَاره وناب فِي الحكم عَن الأخنائي والنجم بن حجي فَمن بعدهمَا، وَكَانَ عَارِفًا بِالْقضَاءِ يقظا لكنه كَانَ يشين نَفسه بِالْأَخْذِ على الْأَحْكَام ويتهافت فِي ذَلِك)

دون سَائِر رفقته مَعَ الْغناء وَعدم الْحَاجة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015