والظرف وجودة الْفَهم ومزيد الْإِسْرَاف على نَفسه، وَهُوَ من كَانَ يسمع مني بِحَضْرَة أَبِيه فِي القَوْل البديع وَغَيره، وَكَذَا من شُيُوخه فِي الْفِقْه وَنَحْوه الْبَدْر بن عبيد الله وبواسطته تزوج ابْنة الْمُحب بن الشّحْنَة واستولدها ابْنة مَاتَت فِي حياتهما وفارقها وَعظم ميل أَبِيه إِلَيْهِ ومحبته فِيهِ حَتَّى أَنه كَانَ المستبد بِكَثِير من الْأُمُور أَيَّام مُبَاشَرَته الدوادارية الْكُبْرَى مَعَ شدَّة مبالغته فِي طواعية وَالِده ومزيد خدمته لَهُ، وَقد رقاه الظَّاهِر خشقدم وَأمره بعد سنطباي وَغَيره وَصَارَ أَمِير أَرْبَعِينَ، وسافر فِي أَيَّامه إِلَى الْحجاز أَمِير الركب الأول وَإِلَى الْبِلَاد الشامية لتقليد بعض النواب وَرجع بِمَال كثير وابتدأ بِهِ التوعك من ثمَّ بِحَيْثُ أشرف على الْمَوْت وتحدث بِهِ النَّاس حَتَّى سمعته وَأَنا بِمَكَّة وَنزل السُّلْطَان للسلام عَلَيْهِ وعالجه الْأَطِبَّاء خُصُوصا المظفر مَحْمُود الأمشاطي حَتَّى نجع ثمَّ انْتقض عَلَيْهِ بعد بِمدَّة وتنوعت بِهِ الْأَمْرَاض كالسل وَنَحْوه بل يُقَال أَنه عرض لَهُ دَاء الْأسد وَأقَام مُدَّة وَاخْتلف الْأَطِبَّاء عَلَيْهِ وَأَكْثرُوا لَهُ من الحقن إِلَى أَن انتحل وتخلى مِمَّا عَسى ن يكون كل هَذَا سَببا للتكفير عَنهُ. وَمَات وَأَبوهُ فِي دمياط وَأمه تقالبه يَوْم الْجُمُعَة سادس عشرى رَمَضَان سنة سِتّ وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد فِي جمع حافل جدا فِيهِ السُّلْطَان، وَدفن بالمؤيدية مدرسة جده، وَبَلغنِي عَن الْمُحب بن الشّحْنَة أَنه لم يخلف بعده فِي أَبنَاء التّرْك مثله سامحه الله وإيانا وعوضه وأبويه الْجنَّة، وَقد كَانَ زَائِد الْميل إِلَيّ اقْتِدَاء بِأَبِيهِ فيا لتعظيم بِحَيْثُ أنني لما قدمت من مَكَّة فِي أول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَكَانَ إِذْ ذَاك ضَعِيفا تَوَجَّهت للسلام عَلَيْهِ فَبَالغ فِي التألم من أجل كَون تدريس المؤيدية لم يتْرك لي حَتَّى جِئْت وَإنَّهُ هُوَ وَأَبوهُ عَجزا عَن دفع ابْن عبيد الله الْمُسْتَعْمل من ابْن الشّحْنَة فِي تَقْرِيره فِيهِ فخففت ألمه وأرحت خاطره.

1054 - يحيى بن يُوسُف بن عبد الحميد بن عمر بن يُوسُف بن عبد الله الطوخي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي البسطي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وجده والآتي أَبوهُ الْمَالِكِي. / مِمَّن قَرَأَ عَليّ بعض البُخَارِيّ وكتبت لَهُ إجَازَة وَهُوَ مِمَّن يتكسب فِي بيع الْبسط، وَأكْثر من الْقِرَاءَة على شيخ سوقهم التقي الْحَنْبَلِيّ وَحضر يَسِيرا فِي الْفِقْه عِنْد الزين بن صَدَقَة.

1055 - يحيى بن يُوسُف بن عَليّ بن مُحَمَّد المغربي الْمَالِكِي. / ولد بِبِلَاد مكناسة الزَّيْتُون فِي)

شَوَّال سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، وَقدم الْقَاهِرَة فِي أَعْوَام بضع عشرَة وَثَمَانمِائَة بعد جولاته فِي فاس وأعمالها، وَدخل الأندلس وأفريقية وَحج وزار الْمَدِينَة وَأقَام بالبلاد الشامية سِنِين، وَتردد إِلَيّ كثيرا وَنعم الرجل. قَالَه المقريزي فِي عقوده وسَاق عَنهُ عَن أبي عبد الله مُحَمَّد الفاسي فِي كرامات الْآل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015