بالثغر ثمَّ نقلا بعد مُدَّة إِلَى الْقَاهِرَة فدفنا عِنْد أَبِيهِمَا بالقبة من الْجَامِع المؤيدي وَكَانَ بِعَيْنِه حول فَاحش حصل عِنْد سلطنته من دق الكوسات حِين غَفلَة فلاقوه إِلَّا بِاللَّه. وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار جدا والمقريزي فِي عقوده.
أَحْمد بن صَالح بن أَحْمد بن عمر / وَاخْتلف فِيمَن فَوْقه فَفِي ثَبت الْبُرْهَان الْحلَبِي يُوسُف بن أبي السفاح وَقيل أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن صَلَاح الدّين أبي الْبَقَاء الْحلَبِي الشَّافِعِي وَالِد عمر وَصَالح الآتيين وأخو نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَيعرف بِابْن السفاح لكَون أَبِيه ابْن أُخْت قَاضِي حلب النَّجْم عبد الْوَهَّاب والزين عمر ابْني أبي السفاح. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَغَيره وَسمع من الْكَمَال بن حبيب سنَن ابْن مَاجَه وَغَيرهَا)
وعَلى الشهَاب بن المرحل وَغَيره واشتغل يَسِيرا وتعانى بِبَلَدِهِ الْكِتَابَة فِي التوقيع إِلَى أَن مهر فِيهِ ثمَّ ولي نظر الشَّيْخ بهَا بعد الْفِتْنَة التمرية ثمَّ عزل وسافر إِلَى الْقَاهِرَة فاستقر موقع الْأَمِير يشبك أتابك العساكر بعد أَخِيه نَاصِر الدّين ثمَّ ولي كِتَابَة السِّرّ بصفد ثمَّ بحلب مرّة بعد أُخْرَى وباشرها مُبَاشرَة حَسَنَة ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَاسْتقر فِي توقيع الْأَشْرَف قبل سلطنته فَلَمَّا تسلطن اسْتَقر بِهِ كَاتب السِّرّ ابْن الكويز فِي كِتَابَة السِّرّ بِبَلَدِهِ إِرَادَة للراحة مِنْهُ فَتوجه إِلَيْهَا بعد أَن كَانَ يُبَاشر توقيع الدست مُدَّة فَلَمَّا مَاتَ الشريف شهَاب الدّين أَحْمد ابْن ابراهيم بن عدنان الْحُسَيْنِي كَاتب السِّرّ وَأَخُوهُ الْعِمَاد أَبُو برك استدعى الْأَشْرَف فاستقر بِهِ فِي كِتَابَة السِّرّ بِمصْر وَذَلِكَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَاسْتقر بولده عمر عوضه فِي حلب فباشر الشهَاب الْوَظِيفَة بِدُونِ دربة وسياسة لكَونه لم يكن بالفاضل حَتَّى وَلَا فِي الْإِنْشَاء مَعَ سوء خطّ بِحَيْثُ أَنه أرسل مطالعة للأشرف فَلم يحسن الْبَدْر بن مزهر قرَاءَتهَا لضعف خطها وتركيب ألفاظها وَلَا فهم المُرَاد نها فَجَعلهَا فِي طي كتاب يتَضَمَّن أَنا قد عجزنا عَن فهمما فِي كتابك فالمخدوم ينْقل خطواته إِلَيْنَا ليقرأه على السُّلْطَان، وَكَانَ ذَلِك سَببا لغرامته جملَة وَكَذَا مَعَ طيش وخفة مزاج بِحَيْثُ أَنه كثيرا مَا كَانَ يكلم نَفسه وَمَعَ ذَلِك فاستمر فِيهَا حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء رَابِع عشر رَمَضَان سنة خمس وَثَلَاثِينَ بعد توعكه خَمْسَة أَيَّام وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان والقضاة والأمراء والأعيان فِي مصلى المؤمني وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى وَاسْتقر عوضه الصاحب كريم الدّين عبد الْكَرِيم بن كَاتب المناخات. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: وَكَانَ قَلِيل الشَّرّ غير مهاب ضَعِيف التَّصَرُّف قَلِيل الْعلم جدا وَلذَا كَانَ السُّلْطَان يتمقته