وَكَانَ تَامّ الزّهْد وافر الْوَرع كثير الكرامات والمحاسن مُعظما للسّنة وَأَهْلهَا حَرِيصًا على إشاعتها ونقلها متقنعا عابدا مُنْقَطع القرين وَقد تزوج بأخب الْخَطِيب أبي الْفضل النويري وَعظم اخْتِصَاص كل مِنْهُمَا بِالْآخرِ رَحمَه الله وإيانا.
315 - مُحَمَّد السَّيِّد أَبُو سعيد الْحُسَيْنِي الإيجي / أَخُو الَّذِي قبله وَهُوَ أكبر إخْوَته. اشْتغل بالتوجه وَنَحْوه ثمَّ ساح وَطَاف الْآفَاق إِلَى أَن اسْتَقر بالروم وعظمه ملكهَا بِحَيْثُ بنى لَهُ حانقاة وَيُقَال أَنه كَانَ يعلم الكيمياء وراسل أَخَاهُ السَّيِّد صفي الدّين أَن يُرْسل لَهُ بِأحد أَوْلَاده ليرشده لذَلِك)
فَعرض ذَلِك على وَلَده النُّور أَحْمد فَأَجَابَهُ بقوله لَا أترك الإكسير الْحَاضِر وأتوجه للْغَائِب فأعجب ذَلِك وَالِده وَاسْتمرّ أَبُو سعيد غَائِبا عَن بِلَاده بِحَيْثُ لم ير أَخَاهُ الْمشَار إِلَيْهِ إِلَّا بِمَكَّة ثمَّ بعد الْحَج انْفَصل إِلَى الرّوم ثمَّ عَاد عَازِمًا لبلاده فَمَاتَ بصالحية دمشق تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ ابْن أَخِيه الْعَلَاء مُحَمَّد.
316 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد الْبَدْر أَبُو النجا بن الشَّمْس بن الجامل الزيتوني الشَّافِعِي / الْمَاضِي جده. ولد فِي ثامن عشر شعْبَان سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والمنهاجين وألفية النَّحْو وإيساغوجي، وَعرض على شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَابْن الديري وَابْن الْهمام كَمَا أخبر بِهِ فِي ذَلِك كُله، وخطب بِجَامِع الطواشي كأبيه وتولع بالنظم وتميز فِي الشعبذة وسلك طرق الخيال والحلقية واختص بِبَعْض بني الجيعان وساعده هُوَ أَو غَيره فِي خلعة بالبخاري مَعَ الْمَشَايِخ وبالصلاح المكيني ونادمهما ومدح غير وَاحِد بل وامتدح الْعلم البُلْقِينِيّ فاستنابه بسفارته وَتَبعهُ من بعده وامتدحني فِي ختم البُخَارِيّ بالظاهرية وَبعده بِمَا كتبته فِي مَحل آخر.
317 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم فَرِحُونَ بن مُحَمَّد بن فَرِحُونَ نَاصِر الدّين ولقبه بَعضهم محب الدّين أَبُو البركات بن الْمُحب أبي عبد الله بن الْبَدْر أبي مُحَمَّد الْيَعْمرِي الْمدنِي قاضيها الْمَالِكِي أَخُو عبد الله الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن فَرِحُونَ. / ولد بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا وَسمع على أَهلهَا وَمِنْهُم بِأخرَة الزين المراغي، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة أَربع وَسبعين فَمَا بعْدهَا الصّلاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَابْن الهبل وَمُحَمّد بن الْحسن بن عمار والأذرعي وَآخَرُونَ وَولي قَضَاء الْمَدِينَة بعد قَرِيبه القَاضِي أبي الْيمن مُحَمَّد بن الْبُرْهَان بن فَرِحُونَ وَكَانَ عَالما فَاضلا بشوشا حسن المحاضرة أجَاز للتقي بن فَهد وولديه وَكَذَا لأبي الْفرج المراغي حِين عرض عَلَيْهِ. وَمَات فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين بِالْمَدِينَةِ وَدفن بِالبَقِيعِ. أرخه شَيخنَا فِي أنبائه.
318 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين بن الشَّمْس الْعمريّ أحد