ويمدحه أيضا بأن كل ما في الوجود من محاسن مرجعه إليه، فهو مالك الدهر، الكل له مطيع، فطاعته من طاعة الله. يقول:
محاسن هذا الخلق منك إبتداؤها ... ويجذبها ذو كلفة منك كاللص
فلا زلت للدهر المملك مالكا ... يطيعك فيما تشتهيه ولا يعصى
ويمدحه بأنه المعتلى بفخره، والذى يهتدى بنور هديه الناس، وانه إمام المسلمين. وعصمة أمرهم ودينهم، يقول:
بعلوّ فخرك في المفاخر يعتلى ... وبنور هديك في الديانة يُسْتضَا
ويمدح الراضى أيضا ـ بأنه كل الورى وسيد الناس، والجميع عبيد له يأتمرون بأمره، وينتهون بنهيه، كبيرهم وصغيرهم، أعلاهم وأدناهم، ففي حياته حياة الناس، وفي بقائه الفوز لهم والغنى والسداد، ومن لايؤمن بطاعته وحبه، فلن تنفع له صلاة.. يقول:
فأسلم الله إمام الهدى ... فما عطاء الدهر بالنحسِ
كل الورى أنت وكل يرى ... عبدك من عال ومن نكسِ
بقاؤك الفوز لنا والغنى ... نصبح فيه مثل ما نمسِ
من لا يرى حبك فرضاً فما ... أدى فروض الله في الخمسِ
والصولي يشير دائما ـ في مدائحه للخلفاء العباسيين ـ إلى فكرة الخلافة، وأنهم أحق الناس بها لصلة الدم والعصب، وأن الله ارتضاهم وفضلهم على العالمين، واختارهم للخلافة واختارها لهم. من ذلك قوله: أن اختار الراضي خليفة له على الأرض، وهو كفء لذلك وراضٍ، وأن الخلافة أتته طوعا، ولم يطلبها أو يسعى إليها، وهو الأحق بها، المعان بقوة الله على أمورها:
بمحمدٍ رضى الإله خليفة ... في الأرض فهو بذلك راضٍ مرتضى
جاءته طوعا لم يسيرِّ لفظه ... فيها، ولا أضحى لها متعرضا
فهو الحقيق بها، المعان بقوة ... فيها بحكم فاصل لن يدحضا