ويقول في قصيدة أخرى ـ إن الخلافة خطرت نحوه طائعة بإجماع من الناس، فالكل عقد عليه العزم لإرجاع مجد الإسلام، حتى الزمان قد استلذ وفرح وترنم، وجلى سواده القديم ببياض الأمل:
خطرت نحو الخلافة طوعا ... باتفاق من السورى وتراضِ
واصطفاق من الأكف دراكا ... واجتماع موف وعزم مفاضِ
واستلذ1 إذ أسفر الملـ ... ـك وجلى سواده ببياضِ
وفي مديحته اللآمية للخليفة المتقى لله، يخاطبه قائلا.. إن الخلافة أتتك قدراً من العلى القدير، الحافظ الوكيل، وأنه حباك بها، وصانها لك، وأنه كفيل باتمام نعمته عليك، ولو حِدْت عنها فإنه سيقودها إليك، فليس هناك كفء لها غيرك. فهو الذى اصطفاك لها واصطفاها لك:
أتتك اختياراً لااحتلابا خلافة ... لك الله فيها حافظ ووكيل
حباك بها من صانها لك انه ... باتمام نعماه عليك كفيل
ولو حدت عنها قادها بزمامها ... إليك اصطفاء الله وهى نزيل
ويسجل الصولى في مدائحه للخليفة كل الأحداث التى تحدث في عهده، من انتصار في الحروب أو إخماد للفتن، أو قضاء على المؤامرات، فتراه يذكر -في مديحته للراضي- إخماد فتنة ((مردواج)) الذى حاول أن يناهض الخلافة، غير أنه ((بحكم)) قضى عليه وأحبط مؤامرته.
ويقول للراضى: لاتخش أعداءك من أمثال ((مردواج)) وهم جميعاً يقتلون بقدرة الله، لأن الله يؤيدك بنصره، ويستعير صورتين من التاريخ، يربط بهما بين أحداث العصر وأحداث الماضي، فيربط بين جحافل جيوش المسلمين التي دلت فارس فأطفأت نار المجوس، وبين جحافل جيوش الراضي التي قضت على مردواج.
ويربط بين سرعة انهيار ملك بلقيس وبين سرعة القضاء على هذا الخارج؛ فيقول للخليفة الراضي.. إن رياح أيامك الغر الميامن قصفته فأخمدت