أجل الناس آراء وعلما ... مقال ليس يقرن بالأفوك
وما أحياه من سنن تعفت ... فدار صلاحها دور الدموك
ركوب للمنابر سار قصدا ... إليها وهى حائرة السلوك
فذكرنا مقال منه فصل ... مقال المصطفى بحرى تبوك
ويمدحه بأنه نهل من جنان العلم الأنيقة، ورياضه حتى كمل فيه الفضل والفضائل منذكان صغيرا، وأصبح بالعلم خير خليفة تولى إمرة المؤمنين.
على أن أهم عنصر يضيفه الصولى في مدائحه في الخلفاء _ هوالعنصر المتصل بالدين، حيث يضمن مدائحه للخلفاء معاني تضفى عليهم صفات التقديس. فنراه يصف الراضى بأنه الامام الذى اختاره الله لينقذ الدين، وأنه حاز كل المكرمات، وحاز بها الكمال والمجد وحب الناس، كما يمدحه بأنه حجة الله، وأنه قبلة الدين، التى يتجه إليها الناس في صلاتهم وحياتهم، وأن ظاعته واجبة وجوب طاعة الله ومن عصاه فله الموت والهلاك في الدنيا، وثقل العذاب في الآخرة. يقول:
يا إماما إليه حلت عرا الفخـ ... ـر وفلّت معاقد الأغراض
حاز بالمكرمات كامل مجد ... علق الناس فيه بالأبعاض
حجة الله أنت يا قبلة الـ ... ـدين فليست ترد بالادحاض
أذن السيف من عصاك من الـ ... ناس بهلك واشك وانقراض1
وبثقل من العذاب ووزر ... ينقض الظهر أيما انقاض
ويقول أيضا.. إن الله أوحده في فضائله، وأوجده من بدء الوجود، يحميه ويكلفه برعايته، وينحس أعداءه، ويلهمه السداد والتوفيق، ويصل الصولي إلى قمة مديحه الدينى، فيبالغ مبالغة شديدة حين يقول في مديحته الدالية للراضي: لو جاز لبشر أن يعبدوا غير الله، لعبدوا الخليفة ومجدوه وسبحوا بحمده. يقول:
أوحده الله في فضائله ... فهو من بدء الكمال أوجده
كفاية الله تستطيف به ... تنحس أعداءه وتسعده
لو جاز أن يعبد العباد سوى الـ ... ـخالق كنا للبرِّ نعبده