القرن الحادي عشر من الهجرة ثم هرشل الإنكليزي وأتباعه وكانوا في القرن الثاني عشر والقرن الثالث عشر من الهجرة. ولو فرضنا أن أحداً من المسلمين تخرص في القمر منذ قرون وقال فيه بما قاله أهل الهيئة الجديدة فيه لما كان تخرصه فيه مقبولا من أجل إسلامه بل ذلك مردود لما فيه من الرجم بالغيب واتباع الظن. وأي فائدة للمسلمين في التخرصات والظنون التي ما أنزل الله بها من سلطان.
ويقال أيضاً ليس العجب العجاب من كفار يتخرصون في القمر ويرجمون بالغيب عما فيه فما هم عليه من الكفر بالله تعالى أعظم من تخرصاتهم وظنونهم في القمر. وإنما العجب العجاب من رجل مسلم ينتسب إلى العلم ويتصدر للتدريس والإرشاد وهو مع هذا يصدق أعداء الله في تخرصاتهم وظنونهم الكاذبة ولا يتورع عن الافتراء لتأييد القول الباطل الذي هو مفتون به. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
يقضى على المرء في أيام محنته ... حتى يرى حسناً ما ليس بالحسن
وأما قوله أما كان الواجب علينا أن نتمم ما بدأوه من بحوثهم العلمية في علوم الكون والفلك.
فجوابه أن يقال إذا كنت ترى ذلك واجباً عليك فاذهب إلى القمر وغيره من الأجرام العلوية وتمم ما بدأه أسلافك أهل الهيئة الجديدة من المزاعم الباطلة والظنون الكاذبة فيها. ولا يخفى عليك أن من ترك الواجب عليه فهو آثم أما غيرك فإنهم قد وقفوا حيث وُقِفَ بهم فما جاءهم عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم تلقوه بالقبول والتسليم وما سكت الله ورسوله عنه سكتوا عنه ولم يتكلفوا ما لا علم لهم به لعلمهم أن الله تعالى قد نهى عن ذلك في قوله (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا).
وأما قوله وهل سار علماؤنا في هذا الطريق إلا بأمر من الله ووحي من فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فجوابه أن يقال علماؤك من أهل الهيئة الجديدة لم يسيروا فيما زعموه عن القمر وغيره من الأجرام العلوية على أمر من الله تعالى ووحي من فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, وإنما ساروا على مجرد ظنونهم وأرصادهم التي لا تغني من الحق شيئاً.