تدور عليه دوران توابعها من السيارات وهو فيما نسمع أحد كواكب النجم ولهم ظن في أن ذلك أيضاً من توابع كوكب آخر وهكذا. وسماء كل عالم كالقمر عندهم ما انتهى إليه هواؤه حتى صار ذلك الجرم في نحو خلاء فيه لا يعارض ولا يضعف حركته شيء. والجسم متى تحرك في خلاء لا يسكن لعدم المعارض فلتكن كل أرض من هذه الأرضين السبع محمولة بيد القدرة بين كل سمائين وهناك ما يستضيء به أهلها سابحاً في فلك بحر قدرة الله عز وجل, ونسبة كل أرض إلى سمائها نسبة الحلقة إلى الفلاة وكذا نسبة السماء إلى السماء التي فوقها كما ذكرنا سابقاً. قال ولقد ختم الألوسي قوله في الأرضين بما يأتي وفي الجملة من صدق بسعة ملك الله تعالى وعظيم قدرته لا ينبغي أن يتوقف في وجود سبع أرضين على الوجه الذي قدمناه ويحمل السبع على الأقاليم أو على الطبقات المعدنية والطينية ونحوهما وليس ذلك مما يصادم ضرورياً من الدين أو يخالف قطعياً من أدلة المسلمين.
والجواب أن يقال كل ما نقله الصواف ههنا عن الألوسي فهو باطل. وقد نبهت على بطلان كل جملة منه في موضعها فأغنى ذلك عن إعادته ههنا.
فأما ما ذكره عن أهل الهيئة الجديدة أن الشمس هي مركز العالم وأن جميع الكواكب السيارة تدور عليها فقد تقدم بيان بطلانه في أول الكتاب وفي مواضع كثيرة في أثنائه.
وأما قولهم إن الشمس بعالمها من توابع كوكب آخر تدور عليه إلى آخره. فقد تقدم رده مع الأمثلة على نقصان كتاب الألوسي وفي المثال الثامن عشر من الأمثلة على بطلان الهيئة الجديدة. وأما قوله إن كل أرض من الأرضين السبع محمولة بيد القدرة بين كل سمائين إلى آخر كلامه. فقد تقدم رد كل جملة منه على حدة مع الأمثلة على نقصان كتاب الألوسي وهذا آخر ما تيسر إيراده, والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, وسلم تسليماً كثيراً.
وقد وقع الفراغ من تسويد هذه النبذة في يوم الأربعاء الموافق لست مضين من جمادى الثانية سنة 1386 هـ على يد جامعها الفقير إلى الله تعالى حمود بن عبد الله التويجري غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.