...
ثالثًا: في أدب النصيحة
تكفل بالنصح والتوجيه في مصر القديمة أطراف ثلاثة: آباء مثقفون، ومعلمون من الكهان والمدنيين، ثم أدباء انتحلوا لأنفسهم سمات الآباء تارة وسمات المعلمين تارة سواها: وتفاوتت المستويات الاجتماعية للأطراف الثلاثة، فكان منهم أمراء ووزراء، جنبًا إلى جنب مع أفراد من أواسط الكتاب والكهان، وذلك مما يعني أن الحكمة لم تكن وقفًا على طبقة معينة من الناس دون أخرى، وقد تلاقت سبلهم في ثلاث نواحٍ، وهي: أن أغلبهم نسب نصائحه إلى خبرته الشخصية وتجارب أسلافه أكثر مما نسبها إلى وحي السماء وأوامر الأرباب، وأن كلًّا منهم حاول أن يتجاوب بتعاليمه مع الأوضاع التي ارتضاها الفراعنة لمجتمعه بعد أن ظن فيها القداسة وردها إلى عدالة الأرباب، وأن أغلبهم تحرى الإقناع والتوسط في تكييف أوامره ونواهيه.
وسوف نتخير فيما يلي فقرات قصارًا من هذه التعاليم: