بدا الموت أمامي اليوم كعبير المر وجلسة تحت ظلة في يوم ريح صر.
بدا الموت أمامي اليوم كتشوق رجل إلى وطنه بعد عدة سنين في الأسر.
وبعد أن أفرغ من تشوقه إلى الموت كما فرغ من قبل من ذكر مبررات ضيقه بالحياة، أكد في نظمه الرابع حياة ما بعد الموت، حيث الثواب وحسن المآب، قائلًا فيما قال:
وأيم الحق، من وصل هناك، سيكون ربًّا يحيا، يرد الشر على من أتاه.
وأيم الحق من وصل هناك سيكون عالمًا بالأمر ولن يصرف عن شكواه لرع إذا ناجاه.
وبهذه التصورات عما بعد الموت، اختتم الرجل حواره، ولم يكن لروحه مأخذ عليها، ولكنها كانت ترى أنه ما من بأس في أن يؤدي واجباته الدينية ويستمتع بالحياة في آن واحد، ثم ينتظر الموت في أجله الطبيعي، وحينئذ تهدأ معه ويلقاها إلى جانبه، فقالت: "دع الشكوى، رفيقي وأخي، وألق بخورك على الجمر، وابتغ الحياة كما قلت لك، ابتعيني ههنا وأقص عنك عالم الموت، فإن بلغت الغرب في أجلك وورى جسدك في التراب، فلسوف أحط معك وحينئذ ننشد الاستقرار معًا".