ثالثها: (وَافْعَوَّلَ)، (افْعَوَّلَ) نحو ماذا؟ اجْلَوَّز، (افْعَوَّلَ) أصله: فَعَلَ فزِيد فيه: الهمزة والواو مضعّفةً، (افْعَوَّلَ) الواو مضعّفةً، زيدت واوان، أدغمت الأولى في الثانية مع الهمزة في أولهم، اجْلَوّز، أصله جَلَزَ، اجْلَوَّزَ. إذًا الذي زِيد ثلاثة أحرف، الهمزة والواو مضعّفةً، أصله جَلَزَ، والهمزة والواو المشددة زوائد. وهذا الباب: لازمٌ، لأن معناه: دام مع السرعة بالسير، وهو من أفعال الطبائع، وعندهم أفعال الطبائع إنما يدل عليها بالفعل اللازم، ولذلك قيل: فَعُلَ، يَفْعُلُ لأنه يدل على الطبائع.
(افْعَنْلَى) هذا: الرابع من السُّداسي، (افْعَنْلَى) اسْلَنْقَى، باب: اسْلَنْقَى، أي: نام على قفاه، أصله: سَلَقَ، اسْلَنْقَى، سَلَقَ ما الذي زِيد؟ همزة والنون والياء في آخره، الهمزة اس، لن النون، قَيَ الياء في آخره، تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا، فقيل: اسْلَنْقَى، افْعَنْلَى، ثم لَمَّا زِيدت الياء في آخره قُلِبَتْ الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، هذا الباب لا يكون إلا لازمًا، (افْعَنْلَى) لا يكون إلا لازمًا.
(يَلِيهِ افْعَنْلَلاَ)، (يَلِيهِ) في الرتبة، يعني: يتبعه في ما ذكر، (افْعَنْلَلاَ) والألف هذه للإطلاق، وهو: الباب الخامس. أي: يتبع الأبواب السابقة، (افْعَنْلَلاَ)، نحو: اقْعَنْسَسَ، أصله قَعَسَ، فالهمزة والنون وإحدى السينين، اقْعَنْسَسَ (افْعَنْلَلاَ) إذًا الذي زيد ما هو؟ ضُعِفَ اللام: اقْعَنْ، الهمزة والنون وإحدى اللامين السين يعني، فحينئذٍ: نزلت كما هي، مثل: اعْشَوْشَبَ، (افْعَوْعَلاَ)، (افْعَنْلَلاَ) هذا زيدت اللام لماذا؟ اللام الأولى: لام الكلمة، والثانية هي: الحرف الزائد، لَمَّا زيد من جنس اللام نزلت اللام كما هي، أو ضُعِفَتْ اللام كما هي، إذًا: اقْعَنْسَسَ، أصلع قَعَسَ، على وزن فَعَلَ، فالهمزة والنون وإحدى السينين زوائد فيه، وهذا الباب لازم، يفيد المبالغة، فإذا قلت: اقْعَنْسَسَ، كان أبلغ في المعنى من قولك: قَعَسَ، والمراد بقعس: دخل ظهره وخرج صدره، هذا المراد به.
ثم قال الناظم رحمه الله تعالى وأشار إلى السادس: