(وَافْعَالَ مَا قَدْ صَاحَبَ الَّلاَمَينِ)، الأصل: افْعَالّ تشديد اللام، هو باب: احْمَرَّ فزيد عليه الألف، ولذلك أسقطه البعض وإن كان المشهور عدّه، (افْعَالَّ) لَمَّا لم يستطع أن يأتي باللام مشددة، قال: (مَا قَدْ صَاحَبَ الَّلاَمَينِ)، يعني: مضعّف اللامين، إذًا الباب السادس: (افْعَالَ) كما قال الناظم هنا، حذفت لامه في النظم للوزن، ونبه على التضعيف بقوله: (مَا) وهذه مصدرية ظرفية، (قَدْ صَاحَبَ)، أي: (افْعَالَ) (الَّلاَمَينِ)، أي: مدة مصاحبة اللامين، وإذا صاحب اللامين أدغمت الأولى في الثانية على القاعدة، أي: اشتماله عليهما بالتضعيف، وبابه: احْمَارّ، هو: احْمَرَّ السابق وزِيد فيه الألف، احْمَرَّ على وزن: افْعَلَّ، وهو من: الخماسي، فزيد فيه: إحمارَّ الألف قبل اللام، فحينئذٍ نقول: هذا: صار سُداسيًا، إذًا نحو: احْمَارَّ، يَحْمَارُّ، احْمِرَارًا، احْمَارّ بالتشديد لأنه وجد الحرفان المثلان فأدغم الأول في الثاني، يَحْمَارُّ، كذلك: في التشديد تشديد اللامين احْمِرَارًا، فُصِلَ بين المثلين فانتفى الإدغام، لذلك أُدِغَمَ في الفعل الماضي، والمضارع، ولم يدغم في المصدر لماذا؟ لوجود الفاصل بين الحرفين المثلين، احْمِرَارًا: بالتخفيف في المصدر، يعني: دون إدغام، وأصله: حَمِرَ، فالهمزة والألف والتشديد زائدةٌ فيه، وهذا الباب لازم كاحْمَرَّ، يفيد المبالغة أيضًا، لأن احْمَارَّ للألوانِ، إلا أنه: أبلغ من حَمِرَ، وأبلغ من: احْمَرَّ، إذًا على الترتيب: حَمِرَ، ثم: احْمَرَّ، ثم: احْمَارَّ، كلما زاد اللون زدت في الوزن.
إذًا (وَافْعَالَ مَا قَدْ صَاحَبَ الَّلاَمَينِ)، (وَافْعَالَ)، أي: افعالَّ بتشديد اللام، لَمَّا لم يتمكن من الإتيان به مشددًا في الوزن قال: (مَا قَدْ صَاحَبَ)، يعني: (افْعَالَ) بالتخفيف. (الَّلاَمَينِ)، يعني: مدة مصاحبةٍ الفعل المذكور: (افْعَالَ) دون تشديد اللامين، وإذا صاحب اللامين فحينئذٍ صار مضعّفًا، لأنه: يدغم الأول في الثاني، إذًا هذه: ثلاثة أقسامٍ لمزيدٍ الثلاثي، وهي: أربعة عشر وزنًا:
ثلاثة للمزيد بحرفٍ واحد.
وخمسة للمزيد بحرفين،
وستة للمزيد بثلاثة أحرف.
ثم قال:
................... ... زَيْدُ الرُّبَاعِيِّ عَلَى نَوْعَيْنِ
ذِي سِتَّةٍ نَحْوُ افْعَلَلَّ افْعَنْلَلاَ ... ثُمَّ الخُمَاسِيْ وَزْنُهُ تَفَعْلَلاَ
(زَيْدُ الرُّبَاعِيِّ) هذا: شروعٌ في النوع الثاني من المزيد، قلنا: المزيد نوعان، كما أن المجرد نوعان: ثلاثي، ورباعي. مزيد المزيد كذلك نوعان: مزيد الثلاثي ومرَّ، والآن نشرع في: مزيد الرباعي.
زَيْدُ الرباعي، يعني: مزيد، زيد يقال فيه ما قيل فيما سبق، أي: مزيد الفعل الرباعي، هذا مبتدأ، كائن على نوعين، يعني: خبر متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، أي: منحصر في قسمين، لأنه: ليس عندنا سُباعي، أليس كذلك؟ فحينئذٍ:
الذي يزاد إمَّا: حرف.
وإمَّا: حرفان.
وإما: ثلاثة.