ضَارَبَ زيدٌ عمرًا: زيدٌ أوقع ضربًا على عمروٍ، وعمرو فعل به ما فعله زيدٌ به، فأوقع هو أيضًا ضربًا على زيد، كلٌ منهما فعل بالآخر ما فعله الآخر به، ضَارَبَ كلٌّ منهما أوقع الضرب على الآخر، ولذلك نقول: زيدٌ من حيث الاصطلاح هو: فاعل، وهو كذلك: مفعول به من حيث المعنى، لأنه وقع عليه ضرب. وعمرًا من حيث الاصطلاح: مفعولٌ به، وهو كذلك: فاعلٌ من حيث المعنى، فكلٌّ منهما: فاعلٌ ومفعول به. ضَارَبَ زيدٌ، زيدٌ فاعل، ومفعولٌ به، وعمرًا فاعلٌ ومفعولٌ به، إلا أن الاصطلاح أن الأول: فاعل، والثاني: مفعولٌ به، إذًا نقول: (فَاعَلاَ) موضوعٌ في لسان العرب لما يكون بين الاثنين بأن يفعل كل واحدٍ منهما مثل ما فعله به الآخر، قَاتَل، يُقَاتِلُ، مُقَاتَلَةً، وَقِتَالاَ، قيل: قِيتَالاَ، كذلك هو، وهو: مسموع. (كَخَاصَمَا)، هذا: مثال، خاصم زيدٌ عمرًا، إذًا: مثل ضَارَبَ، الكاف هنا: داخلة على المحذوف، يعني: كقولك: خاصما، الألف هذه: للإطلاق، هذا مثالٌ لـ (فَاعَلاَ)، وكما ذكرنا: ضَارَبَ، وَقَاتَل، وقد يجيء في لسان العرب وهو المشهور يجيء: (فَاعَلاَ) للواحد فقط، كسافرا، سافرا ليس فيه مقابلةً بين اثنين، وكذلك: عَاقَبَ زيدٌ اللصَّ، عاقبه اللص عاقبه كذلك؟ لا، إذًا: أوقع العقوبة من جهة زيدٍ فقط، إذًا الأصل فيه: أن يكون مشاركةً بين اثنين، وقد يخرج عن ذلك، يعني: قد يجيء للواحد دون مشاركةٍ نحو: عَاقَبْتُ اللصَّ، وَسَافَرْتُ.
إذًا أبواب الرباعي المزيد ثلاثة: أَفْعَلَ، (وَفَعَّلَ وَفَاعَلاَ). كم؟ ثلاثة. أَفْعَلَ: كَأَكْرَمَ، وَفَعَّلَ: كَخَرَّجَ، وَفَاعَلا: كَقَاتَلاَ، وقول الناظم: (مِثْلُ أَكْرَمَا) لو قال بدله: أَفْعَلَ لكان أولى، لأن عادة الصرفيين في سرد الأبواب ذكر الأوزان الكلية، لا الموزونات الجزيئة كما نص على ذلك الشارح.
وَاخْصُصْ خُمَاسِيًّا بِذِي الأَوْزَانِ ... فَبَدْؤُهَا كَانْكَسَرَ وَالثَّانِي
افْتَعَلَ اِفْعَلَّ كَذَا تَفَعَّلاَ ... نَحْوُ تَعَلَّمَ وَزِدْ تَفَاعَلاَ
كم هذه؟ خمسة، أليس كذلك. (كَانْكَسَرَ)