(وَفَعَّلَ) هذا الباب الثاني من القسم الأول. (فَعَّلَ) ماذا صنع؟ ضعَّف العين، فإذا ضعَّف العين قلنا في الوزن: يُكرر ما يقابله. خَرَّجَ أصله: خَرَجَ، كرر ماذا؟ العين الراء صار مُشدَّدًا، حينئذٍ يقابله في الوزن ما يقابل الحرف السابق، فالراء يقابله: العين، فحينئذٍ نضعف العين، نقول: فَعَّلَ، خَرَّجَ، على وزن فَعَّلَ. إذًا: خَرَجَ هذا: ثلاثيٌ مجرد، فزيد عليه حرفٌ من جنس عينه فَضُعِّفَ في الوزن فقيل: فَعَّلَ. (وَفَعَّلَ)، نحو: خَرَّجَ، أصله: خَرَجَ، فكرر العين فصار الحرف: مشددًا خَرَّجَ، واختلف في الزائد: كَجَلْبَبَ، وهذا الباب للتكثير غالبًا. خَرَّجَ، يعني: كَثُرَ منه الفعل، وهو: الخروج. قَتَّلَ، يعني: كثر منه القتل. إذًا: التكثير المراد به في الفعل. ويأتي متعدِّيًا نحو: طَوَّفْتُ، بتكثير الطواف، ولازمًا نحو: جَوَّلْتُ، لتكثير الجولان، وقد يأتي لغير التكثير يعني الغالب أن يكون للتكثير، وقد يأتي لغير التكثير متعدِّيًا نحو: فَرَّحَ، وَكَرَّمَ، ولازمًا نحو: جَرَّبَ، وَعَظَّمَ، إذًا الأصل: (فَعَّلَ)، ضُعِّفَ فيه العين صار حرفًا مشددًا، يأتي للتكثير في الغالب، ويكون: متعدِّيًا، ولازمًا، ويأتي لغير التكثير ويكون: متعدِّيًا، ولازمًا. إذًا: التعدي، واللزوم في فَعَّلَ: للتكثير وغير التكثير.
(وَفَاعَلاَ) الباب الثالث: باب فَاعَلاَ، والألف هنا: للإطلاق نحو: قَاتَلَ، أصله: قَتَلَ، زِيد فيه الألف قَاتَلَ، فزِيد فيه الألف بين الفاء والعين، وهذا الباب للتعدية فقط، يعني: لا يأتي لازمًا، وهو موضوعٌ لما يكون بين الاثنين، مشاركةً بين الاثنين هذا الأصل في وضعه بأن يفعل كلُّ واحدٍ منهما مثل ما يفعله به الآخر. قَاتَلَ زيدٌ عمرًا، كلُّ واحدٍ منهما فعل بالآخر ما فعله الآخر به. صحيح؟