(اِفْتَعَلَ، اِفْعَلَّ)، (تَفَعَّلاَ)، (تَفَاعَلاَ)، هذا الثلاثي: القسم الثاني الثلاثي المزيد بحرفين فصار خمسةً، يقال: خُماسي، وهو: ثلاثيٌ زيد عليه حرفان، إذًا الثلاثي المزيد بحرفين. قال الناظم: (وَاخْصُصْ). هذا أمرٌ من خصَّ، بمعنى: القصر، وهو: إثبات الحكم بالمذكور ونفيه عن ما عاده، على المشهور، أي: اقصر أيها الصرفيُّ فِعْلاً خماسيًا، نسبةً إلى خمسة، قالوا: فيه نقيضة فيما سبق، خمسة خماسي، إذًا: زيد في الألف وضمت الخاء، وهو خلاف القياس منسوبٌ لخمسةٍ على غير قياس، أي: ثلاثي الأصول، وزيد عليه حرفان، فصار خمسة أحرف. (بِذِي)، أي: بهذه (الأَوْزَانِ) جمع وزنٍ، بمعنى موزونٍ به، وهي: خمسة بالاستقراء، والتتبع. والباء بقوله: (بِذِي). داخلةٌ على المقصور عليه، أي: احكم بأن الخماسي مقصورٌ على هذه الأوزان الخمسة لا يتعداها البتة، ودليله: الاستقراء والتتبع، (فَبَدْؤُهَا) الفاء فصيحة، أي أولها، بدؤها أي أولها (كَانْكَسَرَ)، يعني: الفعل الذي مثل انكسر، وانكسر قلنا: أولى أن يقول: انْفَعَلَ، مع أنه لا يختلف الوزن. انْكَسَرَ: انْفَعَلَ، ماذا حصل؟ أصله: كَسَرَ الثلاثي فزيد فيه الهمزة والنون، قيل انْكَسَرَ وزنه انْفَعَلَ، إذًا انْ كما هي حرفان في الموزون أنزلتهما كما هما في الوزن، قلت: انْ انْفَعَلَ. إذًا (كَانْكَسَرَ) يَنْكَسِرُ انْكِسَارًا، أصله: كَسَرَ، فزيدت فيه الهمزة والنون أوله، وهذا الباب: باب انْفَعَلَ لا يتعدَّى أبدًا، لا يكون إلا لازمًا، سيذكر الناظم في ما سيأتي، لأن الأصل فيه: المطاوَعة، وهي قبول تأثير الغير. كَسَرْتُ الزُّجَاجَ فانْكَسَرَ، يعني: قبل الانكسار، إذا لم يَنْكَسِرْ لا يقال: انْكَسَرَ أليس كذلك؟ كَسَرْتُ الزُّجَاجَ فانْكَسَرَ، يعني: قبل الكسر، هذا يُسمَّى المطاوَعة. المطاوَعة: قبول تأثير الغير، لأن الفعل يتعدَّى هذا الأصل، ولذلك كَسَرْتُ الزُّجَاجَ هذا متعدِّي أليس كذلك؟ كَسَرْتُ الزُّجَاجَ متعدِّي، فانْكَسَرَ الزُّجَاجُ لازم. فالأول: كَسَرْتُ الزُّجَاجَ، كَسَرْتُ ثلاثي متعدِّي طاوَعه انْفَعَلَ فَلَزِمَ، قيل: كَسَرْتُ الزُّجَاجَ فانْكَسَرَ الزُّجَاجُ، انْكَسَرَ الزُّجَاجُ فعل فاعل ولم يتعدَّ إلى مفعولٌ به، إذًا نقول: باب انْفَعَلَ لا يكون إلا لازمًا، لأنه لا يكون إلا للمطاوَعة، وهي: قبول تأثير الغير. هذا الأول انفعل.