(أَوَّلُهَا) أي: الأقسام الثلاثة، وهو ما ذكرناه سابقًا: الحرف الثلاثي المزيد بحرفٍ واحدٍ. (أَوَّلُهَا الرُّبَاعِ)، يعني: الرباعي الذي أصله: ثلاثيٌ مجرد فزيد عليه حرف، وليس الرباعي فَعْلَلَ، لا، ليس هذا بالمراد، لأن فَعْلَلَ هذا مجرد الأصول وأمَّا: أَكْرَمَ هذا رباعي من حيث الزيادة، يعني هو: ثلاثيٌ وزيد عليه أربع فزيد عليه حرفٌ فصار أربعة. إذًا: (أَوَّلُهَا)، أي أول هذه الأقسام الثلاث: الرباعي، يعني: الثلاثي المجرد الذي زِيد عليه حرفٌ واحد فصار بعد الزيادة أربعة أحرف. (أَوَّلُهَا الرُّبَاعِ)، (أَوَّلُهَا) هذا مبتدأ و (الرُّبَاعِ) هذا خبره، يعني: الذي صارت حروفه أربعةً بزيادة حرفٍ وأسقط ياء النسب للوزن، رباعيّ هذا الأصل أولها الرباعي رباعِي (أَوَّلُهَا الرُّبَاعِ) بكسر العين ولذلك تقول: خبرٌ، خبر المبتدأ مرفوع ورفعه ضمةٌ ظاهرةٌ على الياء المحذوفة للوزن، لأنَّ محل الرفع محذوف ولذلك بقيت العين مكسورة، رباعِ بكسر العين، أين الضمة التي هي علامة الخبرية؟ على الياء المحذوفة للوزن للضرورة، حينئذٍ تكون الضمة ظاهرة لكنها على حرفٍ محذوف. وذلك (مِثْلُ أَكْرَمَا) وذلك (مِثْلُ)، يعني: نحو، وشبه: (أَكْرَمَا)، يعني: ما كان على وزن: أَفْعَلَ، والأصل في تعداد الأوزان أن يؤتى بالقانون العام الذي هو: أَفْعَلَ، فَوْعَلَ، فَعَلَ، ونحو ذلك، ولا يذكر المثال إلى عند الحاجة إليه، إمَّا: أن يمثل، وإمَّا: أن يضيق عليه النظم فيأتي بالمثال، وأمَّا الأصل أن يأتي بالوزن، وذلك مثل: أَفْعَلَ، حينئذٍ أَفْعَلَ كأَكَرْمَ، أصل أَكْرَمَ: كَرُمَ، ثلاثيٌّ وزِيد عليه حرف الهمزة في أوله، قيل: أَكْرَمَ، فصار على وزن: أَفْعَلَ. إذًا الباب الأول من القسم الأول: الثلاثيّ المزيد المجرد الذي زِيد عليه حرفٌ واحد هو باب: أَفَعَلَ، أصله: كَرُمَ، على وزن: فَعُلَ، فزيدت في أوله الهمزة فصار على أَكْرَمَ، وزن أَفْعَلَ الهمزة زيدت في الوزن كما هي في القاعدة السابقة. وهذا الباب يأتي متعدِّيًا وهو الغالب، الهمزة تكون فيه للتعدِّي هذا الغالب، وقد تخرج عنه كَأَكْرَمَ زيدٌ عمْرًا، صار متعدِّيًا، وأخرج، ويأتي لازمًا: كأَدْبَرَ، وأَجْرَبَ. إذًا الغالب في باب أَفْعَلَ: أن يأتيَ متعدِّيًا، وقد يأتي لازمًا على قلةٍ.