إذًا النظر هنا ليس كالكلام السابق، الكلام السابق في أوزان الفعل الماضي قلنا: ثلاثة فَعَلَ فَعِلَ فَعُلَ انتهينا منه، هذا بالاستقراء والتتبع وهذا محل وفاق.
الآن انتقلنا إلى المضارع له ستة أبواب، فَعَلَ يقابله ثلاثة أبواب، إما بفتح العين أو بضمها أو بكسرها.
فَعَلَ يفَعُلُ، نَصَرَ يَنْصُرُ، هذا بابٌ.
الباب الثاني: فَعَلَ بفتح العين أيضًا يفَعِلُ مثل ماذا؟ ضَرَبَ يَضْرِبُ، يَضْرِبُ بالكسر مع، أن ماضيه يأتي على وزن فَعَلَ، إذًا جاءت العين بالكسر.
فَعَلَ يفَعَلُ فَتَحَ يَفْتَحُ هذه ثلاثة.
ننتقل إلى الثاني، فَعِلَ له بابان، فَعِلَ يَفْعَلُ عَلِمَ [معي إشارة] عَلِمَ يَعْلَمُ، انظر انتقال من كسرٍ إلى فتحة، فَعِلَ يفَعَلَ، عَلِمَ يَعْلَمُ، فَعِلَ يَفْعِلُ حَسِبَ يَحْسِبُ وَرِثَ يَرِثُ إذا جاء بالكسر فيهما، وهو خلاف القياس، ليس عندنا فَعِلَ يفَعُلُ قياسًا مطردًا وما سمع فهو شاذٌ يحفظ ولا يقاس عليه، إذًا سقط باب لأن فَعَلَ جاء منه ثلاثة أبواب على الأصل بمخالفة الحركات، فعِل سمع منه بابان فَعِلَ يَفْعَلُ، وفَعِلَ يَفْعِلُ، وليس عندنا فَعِلَ يَفْعُلُ، ترى هذا أقل ما يقال، أظنه صعب هو الصرف في نفسه صعبٌ، فَعِلَ يَفْعِلُ، فَعِلَ يَفْعَلُ وليس عندنا فَعِلَ يَفْعُلُ.
الباب الثالث: فَعُلَ في الماضي ليس له بالسماع والاستقراء والتتبع إلا بابٌ واحد وهو فَعُلَ يفَعُلُ بضم العين فيهما، وليس عندنا في لسان العرب فَعُلَ يفَعِلَ وليس عندنا فَعُلَ يفَعَلَ، وما سمع فهو إما شاذٌ أو من تداخل اللغات هذا أو ذاك، تحمله على هذا أو ذاك.
إذًا ثَمَّ ثلاثة لفَعَلَ، واثنان لفَعِلَ كم؟ خمسة، وواحدٌ لفَعُلَ، (أَبْوَابُهُ سِتٌّ كَمَا سَتُسْرَدُ) هي هذه الأبواب الستة الآتي ذكرها، فهمتومها؟ واضحة؟ بالإجماع؟ ما أظنه إجماع [ها .. ها].
فِعْلٌ ثُلاَثِيٌّ إِذَا يُجَرَّدُ ... أَبْوَابُهُ سِتٌّ كَمَا سَتُسْرَدُ
(فِعْلٌ ثُلاَثِيٌّ) أي فعلٌ ماضٍ هذا مبتدأ وصفه بقوله: (ثُلاَثِيٌّ) بضم الثاء نسبةً إلى ثلاثة، الأصل أن يقول: ثَلاثِيٌّ، لكن المشهور عند الصرفيين ثُلاثِيٌّ بضم الثاء هذا خطأ لكنهم جروا على ذلك فقالوا: ثُلاثيٌّ، من أين ثُلاثي؟ وهو نسبة إلى ثَلاثَة لأن العدد هنا ثَلاثة فحينئذٍ هو مؤلفٌ من ثلاثة أحرف، فالأصل أن يقال: فعلٌ ثَلاثيٌّ إن صوبته لا إشكال لا يُنْكَر عليك لأنك أنت الأصل، لكن خطأ مشهور أولى من الصواب المهجور [ها .. ها] قاعدة فاسدة.