إذًا (ثُلاَثِيٌّ) بضم الثاء منسوبٌ لثَلاثٍ بفتحها على غير قياس، والقياس ثَلاثيٌّ بالفتح، ونُسب إليها إلى الثَّلاثة لماذا؟ لأنه مؤلفٌ من ثَلاثة أحرف (فِعْلٌ ثُلاَثِيٌّ) هذا صفةٌ له، (إِذَا يُجَرَّدُ) هو أي الفعل الثلاثي (إِذَا يُجَرَّدُ) ومتعلقه محذوف يجرد من ماذا؟ يُعرى من ماذا؟ يخلى من ماذا؟ من أحرف الزيادة، لأننا عرفنا أن المجرد هو ما تجرد ماضيه عن الحرف الزائد، إذًا تجرد ماضيه عن الزائد هذا الذي عناه، (إِذَا يُجَرَّدُ) أي: من أحرف الزيادة مأخوذ من التجريد بمعنى التخلية، وجواب إذا محذوف بدلالة الخبر الآتي عليه، أي: إذا خلى الفعل الثلاثي من الزيادة فـ (أَبْوَابُهُ سِتٌّ)، إذا يجرد من أحرف الزيادة فـ (أَبْوَابُهُ سِتٌّ) أبوابه ستة محذوف هذا، إذا أداة شرط أو شئت تقول: ظرفٌ لما يستقبل من الزمان ضمن معنى الشرط، (يُجَرَّدُ) هذا فعل الشرط أين جوابه؟ محذوف، تقديره (إِذَا يُجَرَّدُ) فـ (أَبْوَابُهُ سِتٌّ)، وأما (أَبْوَابُهُ سِتٌّ) المذكورة فهي مبتدأ وخبر والجملة الاسمية خبر المبتدأ (فِعْلٌ ثُلاَثِيٌّ) (أَبْوَابُهُ سِتٌّ) هذه جملة اسمية مبتدأ أول (فِعْلٌ) ومبتدأ ثاني (أَبْوَابُهُ) (وسِتٌّ) خبر المبتدأ الثاني والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول، أما جواب (إِذَا يُجَرَّدُ) فهو محذوفٌ دل عليه خبر المبتدأ الأول، (إِذَا يُجَرَّدُ) فـ (أَبْوَابُهُ سِتٌّ)، (أَبْوَابُهُ) أي أقسام الفعل الثلاثي (سِتٌّ) والأصل نقول: ستة بالتاء على القاعدة وسوغ حذف التاء هنا حذف المعدود، وكان الأولى إثباتها، وهذا القاعدة التي عند النحاة أن العدد يخالف المعدود تذكيرًا وتأنيثًا - هذا إذا ذكر، إذا نطق به - وأما إذا حُذف فذكر وأنث كما شئت، يعني: يجوز الوجهان التذكير والتأنيث، إذا حذف وعند بعضهم إذا تقدم على العدد فيجوز الوجهان، وأما إذا ذكر بعده فحينئذٍ يؤنث مع المذكر ويذكر مع المؤنث على القاعدة المشهورة، (أَبْوَابُهُ سِتٌّ كَمَا سَتُسْرَدُ) (كَمَا) حال كون أبوابه الستة كائنةً كما أي: الأبواب السنة التي (سَتُسْرَدُ) هي يعود إلى ما (كَمَا سَتُسْرَدُ) تُسرد، السين هذه ستسرد سين ماذا؟ سين الاستقبال تسرد وهذا فعل مضارع مغيرُ الصيغة ونائبه ضمير يعود إلى ما (كَمَا) كالذي أو التي (سَتُسْرَدُ) وكنى بما عن الأبواب الست وراع هنا فيها المعنى، تسرد ولم يقل: سيسرد عبارةً بـ أو نظرًا للمعنى، أي تذكر على التوالي.
حاصل معنى البيت أن الفعل الماضي الموضوع على ثلاثة أحرف أصول إذا خلا من الزيادة فأبوابه ستٌ ستذكر في كلامه متواليةً، يعني: متتابعة ثم قال:
فَالعَيْنُ إِنْ تُفْتَحْ بِمَاضٍ فَاكْسِرِ ... أَوْ ضُمَّ أوْ فَافْتَحْ لَهَا فِي الغَابِرِ
وَإِنْ تُضَمَّ فَاضْمُمَنْهَا فِيْهِ ... أوْ تَنْكَسِرْ فَافْتَحْ وَكَسْرًا عِيْهِ
وَلاَمٌ اوْ عَيْنٌ بِمَا قَدْ فُتِحَا ... حَلْقِيْ سِوَى ذَا بِالشُّذُوذِ اتَّضَحَا