(أَمْرٌ وَنَهْيٌ إِن بِهِ لاَمًا تَصِلْ) إن تصل به بالمضارع لامًا، لامًا هذا مفعولٌ مقدم لقوله: (تَصِلْ) [أو لتصل]. مضارع وَصَلَ، وَصَلَ (تَصِلْ)، و (لاَمًا) مفعولٌ به مقدم، (إِن بِهِ) الضمير يعود إلى المضارع، هذا راجعٌ لأي شيء؟ (أَمْرٌ وَنَهْيٌ إِن بِهِ لاَمًا تَصِلْ) هذا راجعٌ للأول، يعني: رتب ثم نشر حينئذٍ قال: (أَمْرٌ وَنَهْيٌ)، ثم بين لك حقيقة الأمر وهو أن تصل به يعني: بالفعل المضارع لامًا وهي لام الطلب - لكن مرت معنا في ((الآجرومية)) وهي: لام الأمر والدعاء - والمعنى أن الفعل المضارع إن دخلت عليه لام الأمر واتصلت به فإنه يصير أمرًا سواءٌ كان غائبًا نحو: ... {لِيُنفِقْ}، {لِيُنفِقْ} هو ينفق فعل مضارع دخلت عليه لام الأمر فهو أمرٌ، وكذلك تدخل على تاء الخطاب (فبذلك فلتفرحوا) قراءةٍ، وكذلك تدخل على الصحيح على المتكلم لكنه على قلةٍ «قوموا فلأصلي لكم» إذًا هذه ثلاث مواضع دخلت لام الأمر على الغائب وعلى الخطاب وعلى المتكلم، لكن المشهور هو دخول لام الأمر على الغائب، هذا كثير في لسان العرب، (أَوْلاَ) أو اتصل به (لا) أو لا ليس النفي هنا (أَوْلاَ) يعني: اتصل به لا الناهية، حينئذٍ يكون نهيًا، أو اتصل به يعني: بالفعل المضارع هذا راجعٌ للنهي (أَوْلاَ) أو اتصل به لا يعني: اللفظ الدال على النهي، فهو عطفٌ على (لاَمًا) وراجعٌ للنهي، والمعنى أن المضارع إذا دخلت عليه لا الناهية فإنه يكون نهيًا للغائب وكذلك للحاضر، غائب مثل ماذا؟ {فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ} [الإسراء: 33] {فَلاَ يُسْرِف} لا ناهيةٌ و {يُسْرِف} الياء هذه للغائب أليس كذلك؟ لا تضرب هذا للخطاب، كذلك تدخل على المتكلم كقول الشاعر:
فلا أعرفنك بعد الموت تندبني
فلا أعرفنك كأنه نهى نفسه يعني: نَزَّل نفسه مُنَزَّلة الغيب فنهاها هذا المراد، إذًا (أَمْرٌ وَنَهْيٌ إِن بِهِ لاَمًا تَصِلْ) إن تصل به لامًا (أَوْلاَ) هذا من حيث المعنى.
ثم قال: (وَسَكِّنْ إِنْ يَّصِحَّ كَلْتَمِل) يعني: حكم فعل المضارع من حيث الإعراب والبناء إن دخل عليه لام الأمر ولا الناهية فهو مجزوم وهو من أدوات الجزم، وإذا كان من أدوات الجزم فإما أن يكون الفعل المضارع صحيح الآخر أو لا، إن كان صحيح الآخر حينئذٍ يجزم بالسكون، ولذلك قال: (وَسَكِّنْ إِنْ يَّصِحَّ) يعني: إن كان آخره حرفًا صحيحًا ليس بحرف علة، كذلك لم يتصل به ألف الاثنين ولا واو الجماعة ولا ياء مؤنثة المخاطبة، يعني: ليس من الأمثلة الخمسة (وَسَكِّنْ) آخر المضارع متى؟ (إِنْ يَّصِحَّ) يعني: إن يكن حرفًا صحيحًا ولم يتصل به ما ذُكِر، (إِنْ يَّصِحَّ) آخر المضارع (كَلْتَمِل) لتمل تَمِيل مضارع مَالَ.
قال: الشارح: وينبغي ضبطه بالمثنى التحتيّة لِيَمِلْ لأن لام الأمر لا تدخل على فعل الواحد المعلوم لغلبة استعماله، وتدخل في المجهول لقلة استعماله.