(أَمْرٌ وَنَهْيٌ) أمرٌ هذا خبرٌ محذوف هو أمرٌ يعني: الفعل المضارع يكون أمرًا وهذا عند الصرفيين، أما النحاة فلا يسمى أمرًا الفعل المضارع لا يسمى أمرًا، وإنما يقال: دخلت عليه لام الأمر فأفاد الفعل المضارع بالواسطة الأمر، ولذلك إذا أرادوا أن يضبطوا فعل الأمر قالوا: ما دل على الأمر بصيغته احترازًا عن ما دل على الأمر بواسطةٍ، فلا يسمى أمرًا، وأما عند الصرفيين فكما أطلق عليه الناظم هنا تبعًا للأصل (أَمْرٌ) وعند الأصوليين يسمى أمرًا، ولذلك من صيغ الأمر عندهم في باب الأمر {لِيُنفِقْ} [الطلاق: 7] قالوا: هذا فعل أمر. كيف فعل أمر وهو مضارع؟ قالوا: العبرة بالمعنى. وهو ما دل على الطلب، فكل ما دل على الطلب سواءٌ كان بالصيغة أو بواسطة فهو أمرٌ، كذلك هنا يسمى الفعل المضارع أمرًا، ذًا (أَمْرٌ) هذا خبرٌ لمحذوف، هو أي: المضارع يسمى بذلك لأنه أمرٌ، (وَنَهْيٌ) الواو بمعنى أو يعني: أو نهيٌ، والنهي والأمر ضدان، متى نقول هو أمر الفعل المضارع ومتى نقول نهي؟

إذا دخل عليه اللام الأمر فهو أمرٌ، وإذا دخل عليه لا الناهية فهو نهي. حينئذٍ هنا النظر إلى المعنى المركب من الحرف والفعل، وعند الأصوليين كذلك يسمى لا تضرب يسمى نهيًا، وأما عند النحاة فالعبر هنا بما دل عليه الحرف وهو لا، لا ناهيةٌ والفعل داخلٌ في حيّز النهي فحينئذٍ الفعل لا يسمى نهيًا في الأصل وإنما مدلوله مركب من الحرف والفعل يُسمى نهيًا، على كلٍّ هذا اصطلاحٌ عند بعض الصرفيين أن الفعل المضارع يكون نهيًا إذا دخلت عليه لا الناهية، لا تضرب هذا نهيٌ، لتضرب هذا أمرٌ، فالعبرة حينئذٍ بالنظر إلى الحرف الذي دخل على الفعل المضارع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015