على كلٍّ يجوز الوجهان، والمشهور بالياء، لتمل تَمِلْ فعل مضارع مجزومٌ بلام الأمر وجزمه سكون آخره، (وَالآخِرَ احْذِفْ إنْ يُّعَلْ)، (وَالآخِرَ احْذِفْ) احذف الآخر يعني الحرف الأخير من الفعل المضارع إذا دخل عليه لام الأمر أو لا الناهية (احْذِفْ) متى؟ (إنْ يُّعَلْ) يعني: إن يكن حرف علةٍ، وهو الواو يدعو، أو الياء يرمي، أو الألف يخشى، أليس كذلك؟ حينئذٍ يجزم بحذف حرف العلة (وَالآخِرَ) يعني: حرف الآخر الأخير من المضارع (احْذِفْ إنْ يُّعَلْ) يعني: إن يكن حرف علةٍ، أي: احذف الحرف الأخير من المضارع الذي اتصلت به لام الأمر أو لام ناهية، (إنْ يُّعَلْ) وسكنه هنا للوزن إن يُعَلَّ بالتشديد هذا الأصل إنما سكنه لضرورة الوزن، أي: إن يكن حرف علةٍ أي: علامة الجزم في الناقص سقوط لام الفعل نحو: ليغز، ولا يغزً، ولترمِ، ولا ترمِ، ليغزُ نقول: فعل مضارع مجزومٌ بلام الأمر، وعلامة جزمِه أو جزمُهُ حذف حرف العلة، لا تغزُ لا ناهية وتغزُ فعل مضارع مجزومٌ بلا الناهية، وجزمه حذف حرف العلة.

كذلك لترمِ، وكذلك لا ترمِ.

(كَالنُّوْنِ فِي أَمْثِلَةٍ) هذا النوع الثالث، وهو ما كان من الأمثلة الخمسة يعني: إذا اتصل بالفعل المضارع ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء مؤنثة المخاطبة، ودخل عليه لام الأمر أو لا الناهية، حينئذٍ جزمه بحذف النون ... (كَالنُّوْنِ) تشبيه في الحذف كما يُحذف حرف العلة تحذف كذلك النون، لكن (كَالنُّوْنِ) الكائنة (فِي أَمْثِلَةٍ) خمسةٍ في حالة الرفع بالثبوت، وبحالتي النصب والجزم تكون بحذف حرف النون، (كَالنُّوْنِ فِي أَمْثِلَةٍ) خمسةٍ فإنها تحذف بلام الأمر ولا الناهية كقوله: لينصروا. ولا ينصروا، ولينصرا، ولا ينصرا، ولتنصري، ولا تنصري، والإعراب واضحٌ. (وَنُوْنُ نِسْوَةٍ تَفِي) هذا دفع إيهام يعني: إذا مر بك نون الأمثلة الخمسة ودخل اللام أو لا الناهية احذفها، ولا يلتبس عليك ذلك بنون النسوة إذا وجدتها أو دخلت لام الأمر أو لا الناهية تحذفها، لا لأن نون النسوة فاعل حينئذٍ لا يجوز حذفه البتة، وليس هو بعلامة جزمٍ في الموضعين، إذًا (وَنُوْنُ نِسْوَةٍ) ونون جمع نسوةٍ (تَفِي) يعني: تثبت مع الجازم سواء كان اللام أو لا (تَفِي) هذا مضارع وَفَى بمعنى تم وكمل، وفاعله ضمير النون وصلته محذوفة أي: مع لام الأمر ولا الناهية، (نُوْنُ) وهذا مبتدأ وجملة (تَفِي) خبر المبتدأ أي: أن نون النسوة تثبت مع الجازم فليست كنون الأمثلة، نحو: لِيَضْرِبْنَ نسوة لِيَضْرِبْنَ مع بقاء النون، ولا يَضْرِبْنَ، هندات لا يَضْرِبْنَ حينئذٍ نقول: النون باقية مع لا الناهية. واضحٌ هذا؟

ثم قال: (وَبَدْأَهُ احْذِفْ يَكُ أَمْرَ حَاضِرِ) إذًا انتقل من بيان ما يتعلق بالفعل المضارع من حيث كونه أمرًا أو نهيًا إلى فعل الأمر الذي هو اصطلاح النحاة

وَبَدْأَهُ احْذِفْ يَكُ أَمْرَ حَاضِرِ ... وَهَمْزًا انْ سُكِّنَ تَالٍ صَيِّرِ

أَوْ أَبْقِ إِنْ مُحَرَّكًا ثُمَّ التَزِمْ ... بِنَاءَهُ مِثْلَ مُضَارِعٍ جُزِمْ

يعني: كيف نأتي بفعل الأمر وهذا صرفٌ، السابق ليس بصرف إنما هو من باب التكميل والاستقراء وقواعد جيدة، إذًا كيف نشتق فعل الأمر من المضارع؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015